مدّدت السعوديّة، اليوم، الجمعة، من جانب واحد، الهدنة التي أعلنت عنها في اليمن لشهر إضافي، أي حتى نهاية شهر رمضان.

وانتهى، أمس، الخميس وقف لإطلاق النار لمدة أسبوعين أعلنه التحالف السعودي – الإماراتي، غير أن الحوثيين قالوا إن السعودية شنّت "عشرات الغارات" خلال هذه الهدنة.

كما رفض الحوثيّون الهدنة، واستمر العنف في عدة محافظات من بينها مأرب، آخر معاقل الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية.

وقال دبلوماسي غربي مقيم بالسعودية "الحوثيون قد يشنون هجوما على مدينة مأرب في وقت قريب للغاية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، وستكون هذه حلقة كارثية أخرى في الحرب البرية بعد معارك الحُديدة في 2018".

وأطاح الحوثيون بالحكومة المدعومة من السعودية من العاصمة صنعاء أواخر عام 2014، ويسيطرون حاليا على أغلب المراكز السكانية في الحضر.

وسعت الأمم المتحدة، خلال الأسبوعين الماضيين، لإجراء محادثات عبر الأقمار الصناعية مع الطرفين المتحاربين لتعزيز الهدنة وتنسيق جهود الاستجابة لتفشي الفيروس والاتفاق على إجراءات بناء الثقة من أجل استئناف محادثات السلام.

والاحتياج المُلح الآن هو إنهاء الحرب المدمرة التي تركت الملايين عرضة للمرض. ولم يسجل اليمن سوى حالة إصابة واحدة بمرض كوفيد-19، لكن منظمات الإغاثة تخشى من تفش "كارثي" في حال انتشار الفيروس بين السكان، الذين يعانون من سوء التغذية، بسبب افتقار البلاد لقدرات الفحص.

"لا نعيد اختراع العجلة"

ويشهد اليمن صراعات منذ انقلاب الحوثيين في العام 2014، قبل أن تقوم السعودية بشن حرب، بعد ذلك بأشهر. وتعثّرت الحرب المكلفة التي لا تحظى بشعبية على مدى سنوات وقلص الشريك الرئيسي للسعودية في التحالف تواجده مما ترك الرياض تقود الحملة.

واستأنفت السعودية محادثات غير مباشرة مع الحوثيين، كانت قد بدأت أواخر العام الماضي، في محاولة لجعل وقف إطلاق النار مُلزما للطرفين. لكن مصادر مقربة من المحادثات قالت لـ"رويترز" إن الحوثيين يريدون رفع الحصار الجوي والبحري أولا.

ويقول التحالف إنه يقوم بدوريات على سواحل اليمن ويسيطر على أجوائه لمنع تهريب السلاح.

ويُنظر للصراع، الذي أودى بحياة أكثر من مئة ألف شخص ودفع البلاد إلى شفا مجاعة، على نطاق واسع في المنطقة باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. ويقول الحوثيون إنهم يحاربون نظاما فاسدا.