كشف دبلوماسي غربي في فيينا أن إيران رفضت عرض الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإرسال معظم اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى الخارج دفعة واحدة، واقترحت بدلا من ذلك تخصيبه إلى مستويات أعلى داخل البلد تحت إشراف الوكالة.

وقال دبلوماسي غربي آخر إنه إذا كان الموقف الإيراني كما وصف فإنه لا يساعد الوكالة الذرية على تحقيق شيء، مشيرا إلى أن الإيرانيين يعرقلون جهود المدير العام للوكالة محمد البرادعي الذي يحاول مساعدتهم على إظهار الغرض السلمي لبرنامجهم النووي.

وقد أعرب وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي عن انزعاجه بعد رؤية العرض الإيراني، وقال إن طهران "تعيد نفس الحيل السابقة" من أجل إجراء المزيد من المحادثات.

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إيان كيلي إن واشنطن ما زالت تنتظر المزيد من التوضيح بشأن العرض الإيراني وردا رسميا من طهران على العرض المقدم لها.

وردت فرنسا بحذر على التقارير بشأن العرض الإيراني، قائلة إنها تريد أن ترى ردا واضحا وإيجابيا من إيران على الاقتراح المقدم من الوكالة الدولية الذي يحظى بتأييد كامل منها ومن واشنطن وموسكو.

وكانت الوكالة الذرية ذكرت أمس أنها تسلمت ردا مبدئيا من إيران على مشروع الاتفاق بشأن برنامجها النووي، مضيفة أنها تأمل في التوصل لاتفاق قريب بهذا الشأن.

وأضافت الوكالة "أن البرادعي انخرط في مشاورات مع الحكومة الإيرانية وكل الأطراف المعنية أملا بالتوصل إلى اتفاق".

واستنادا لوسائل إعلام إيرانية يتضمن الرد بعض التعديلات تتضمن تسليم اليورانيوم المخصب لتحويله في الخارج إلى وقود يستخدم في مفاعل أبحاث نووي إيراني على دفعات وليس دفعة واحدة وبالتزامن مع تسلمها الوقود النووي العالي التخصيب للمفاعل نفسه من بلدان أخرى، الأمر الذي قد ترفضه الدول الكبرى.

وصرح مسؤولون ايرانيون بأن دور الولايات المتحدة سيتركز على تحديث مستويات السلامة والمعدات في المفاعل.

وتدعو المسودة إيران إلى إرسال نحو 75% من مخزونها المعروف من اليورانيوم المنخفض التخصيب البالغ 1.5 طن إلى روسيا لزيادة تخصيبه، ثم إلى فرنسا لتحويله إلى ألواح وقود. وستعاد هذه الألواح إلى طهران لاستخدامها وقودا في مفاعل للأبحاث ينتج نظائر مشعة لعلاج السرطان.

واستبق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تقديم بلاده ردها على الاتفاق بتأكيد عدم التراجع عما وصفها بحقوقها النووية، مبديا في الوقت نفسه استعداد طهران للتعاون مع الغرب لحل الأزمة.

وأكد نجاد في خطاب ألقاه في مدينة مشهد أن إيران "لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها النووية، لكنها مستعدة للتعاون في قضايا منها الوقود النووي ومحطات الطاقة والتكنولوجيا النووية".

وأشار إلى أن إمداد مفاعل طهران للأبحاث بالوقود النووي "هو فرصة أمام إيران لاختبار صدق القوى الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وفي سياق متصل عاد إلى فيينا أمس أربعة من كبار مفتشي الأمم المتحدة بعد أن زاروا موقع التخصيب النووي الإيراني الجديد الذي تتوقع طهران أن يبدأ العمل في نهاية العام 2010.

ووفقا لما ذكره المتحدث باسم الوكالة وصف رئيس فريق المفتشين هيرمان ناكايرتز الزيارة بأنها كانت جيدة، مشيرا إلى أن الوكالة ستعمل الآن على تحليل البيانات التي حصلت عليها.

ومن المقرر أن يقدم البرادعي تقريره المقبل عن ملف إيران النووي في اجتماع مجلس محافظي الوكالة المقرر أواخر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي واشنطن وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون لفرض عقوبات على الشركات التي تزود إيران بالبنزين ويقيد معاملات تجارية أخرى معها.

ومثل مشروع قانون أقرته لجنة في مجلس النواب الأربعاء يسعى التشريع المقترح في مجلس الشيوخ إلى خفض إمدادات البنزين إلى إيران إذا فشلت المفاوضات في تسوية المواجهة معها بشأن برنامجها النووي الذي تخشى واشنطن أنه يهدف إلى صنع قنبلة نووية.