وكان وزير الخارجية الفرنسي، ميشيل بارنييه، قد اعلن، في وقت سابق من صباح اليوم، تأييده للسماح لوفد القيادة الفلسطينية الذي وصل الى باريس، بزيارة عرفات في مستشفى بيرسي العسكري، خلافا لأوامر زوجته، سهى عرفات، التي وجدت في القانون الفرنسي منفذا يتيح لها تحديد الاشخاص الذين يسمح لهم بزيارة زوجها.

وقال بارنييه في تصريحات ادلى بها لمحطة التلفزة "فرانس 2": من الطبيعي ان يسمح للقيادة الفلسطينية بزيارة عرفات"، مضيفا انه سيتم تنسيق الزيارة مع المستشفى وعقيلة عرفات.

ومن المقرر أن يستقبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ووزير الخارجية، بارنييه، اليوم الثلاثاء، وفد القيادة الفلسطينية الذي وصل الى باريس، الليلة الماضية، في محاولة لزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، في مستشفى بيرسي العسكري والوقوف على حالته الصحية.

وسيحاول الوفد المؤلف من رئيس الحكومة أحمد قريع وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ووزير الخارجية نبيل شعث ورئيس المجلس التشريعي روحي فتوح، اقناع الرئيس الفرنسي بأن صحة عرفات والمعلومات المتعلقة بحالته لا تخص عائلته الصغيرة فقط، وانما تخص وتهم كل الشعب الفلسطيني. وتريد القيادة بذلك رفع الحظر الذي فرضه المستشفى العسكري على زيارة عرفات الا لمن تسمح بحضوره عقيلة الرئيس، السيدة سهى عرفات.

وكانت حالة من الغضب العارم قد سادت الشارع الفلسطيني، امس، اثر هجوم مؤسف شنته عرفات على القيادة الفلسطينية بعد الاعلان عن نية الوفد زيارة عرفات في باريس.

وادعت عرفات ان القيادة تحيك مؤامرة لدفن عرفات حيا! وقوبل تصريحها باستنكار شديد من قبل جيل القيادة الفلسطينية الذي رافق عرفات على مدار اكثر من 40 عاما في قيادة منظمة التحرير، وعلى رأسهم فاروق القدومي ومحمود عباس، والجيل الجديد الذي يرافق عرفات منذ توليه لرئاسة السلطة الفلسطينية.

وقال الجهاز الصحي للجيش الفرنسي إن الرئيس عرفات ما زال في قسم العناية المركزة في مستشفى بيرسي لكنه وصف وضعه بأنه مستقر ولا يتحمل الزيارات.

وأوضح المتحدث باسم الجهاز ، كريستيان أستريبو، في بيان صحفي أمام المستشفى في ضاحية كلامار قرب باريس مساء امس، أن البيان الحالي أعد ضمن احترام التحفظ المطلوب من عقيلة الرئيس سهى عرفات.

وغادر المسؤولون رام الله إلى باريس في طائرة خاصة عبر عمان بعد ساعات على إعلان متحدث باسم الوفد بشكل مفاجئ تأجيل الزيارة التي كان يعتزم القيام بها لباريس اليوم إثر الاتهامات التي وجهتها لهم زوجة عرفات.

ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن القائمين على القيادة في الوقت الراهن يشعرون بالإحباط بسبب نقص المعلومات المتوفرة عن حالة عرفات الصحية، ولذلك قرروا إرسال وفد رفيع إلى باريس للوقوف على الحقيقة.

ويأتي شح وتضارب المعلومات عن صحة عرفات من كون القانون الفرنسي بشأن سرية الملف الطبي للمرضى في وضعية حرجة يخول فقط للمقربين منهم امتلاك المعلومات عن صحتهم والتصرف فيها.

في غضون ذلك شهدت شوارع رام الله مساء امس مظاهرات فلسطينية حاشدة تأييدا للرئيس عرفات وسط دعوات بعودته سالما إلى وطنه وشعبه.
قال امين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، انه تجري استعدادات لدفن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المقاطعة برام الله. ودعا عبد الرحيم الفلسطينيين الى التحلي برباطة الجأش.

واضاف عبد الرحيم ان عرفات يعاني الان من نزيف في الدماغ.

وقال مصدر فلسطيني في المستشفى الذي يعالج فيه الرئيس ياسر عرفات في فرنسا ان احمد قريع، رئيس الوزراء، رأي عرفات، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بعد ان قال الاطباء ان حالة الغيبوبة التي دخلها ازدادت عمقا.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر فلسطيني قوله ان "رئيس الوزراء احمد قريع دخل وحدة العناية المركزة وحده مع يوسف عبد الله احد حراس عرفات ورأي الرئيس عرفات. ولم يدخل باقي الزعماء الفلسطينيين."

ولم يقدم المصدر معلومات تفصيلية عن حالة عرفات.

ووصل المسؤولون الفلسطينيون، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع، ووزير الخارجية، نبيل شعث، ورئيس المجلس التشريعي، روحي فتوح، ظهر اليوم الى مستشفى بيرسي حيث يرقد للعلاج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وأعلن المستشفى العسكري الذي يعالج فيه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ظهر اليوم الثلاثاء، ان حالته تدهورت خلال الليل وان حالة الغيبوبة التي دخل فيها ازدادت عمقا.

وقال كريستيان استريبو، كبير الاطباء المعالجين للرئيس الفلسطيني، من امام مستشفى بيرسي العسكري في ضاحية بجنوب غرب باريس "الحالة الصحية للسيد عرفات تدهورت خلال الليل.

"حالة الغيبوبة التي استدعت نقله الى العناية المركزة ازدادت عمقا هذا الصباح. وهذا يمثل نقلة نحو تطور في الحالة لا يمكن تحديده بعد."

وقال مسؤولون فلسطينيون ان السلطات الفرنسية طمأنتهم على ان الزعماء الفلسطينيين الذين حضروا الى باريس لزيارة عرفات سيسمح لهم برؤيته اليوم الثلاثاء.