قالت منظمة حقوق الإنسان في نيويورك "هيومان رايتس ووتش" إن جورجيا قد استخدمت في الحرب مع روسيا، قبل شهرين، قنابل عنقودية من إنتاج إسرائيل، وأدت هذه القنابل إلى وفاة مواطنين جورجيين لكونها لم تعمل كما يجب.

ورغم أن تقرير المنظمة سينشر بعد عدة شهور، إلا أن مستشارها العسكري مارك غرلسكو، قد أشار إلى نتائج أولية تشير إلى أن تحقيقات المنظمة قد كشفت عن أن القنابل العنقودية الجورجية، من إنتاج إسرائيل، سقطت في تسع مناطق سكنية، على الأقل، وبعضها سقط في مناطق بعيدة جدا عن ساحات القتال. وتبين أيضا أن القنابل كانت معطوبة أدت إلى نشوء صعوبات في تفعليها.

وبحسب مسؤولين في وزارة الدفاع الجورجية، فإن جورجيا قامت بشراء القنابل العنقودية من شركة إسرائيلية، إلا أنهم رفضوا الإفصاح عن اسم الشركة. وبحسب مصادر في البنتاغون فإن الحديث هو عن شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، والتي كانت لها علاقات تجارية لسنوات طويلة مع جورجيا بدأت منذ أواسط التسعينيات.

ومن جهتها رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعقيب على النبأ، مشيرة إلى أن ذلك من اختصاص وزارة الأمن. بيد أن الأخيرة رفضت التعقيب بذريعة أنه من غير المعتاد الإدلاء بتصريحات بشأن الصادرات الأمنية.

في المقابل، ادعت وزارة الدفاع الجورجية أن النتائج التي توصلت إليها منظمة حقوق الإنسان غير ممكنة، ونفت أن تكون قد قامت باستخدام القنابل العنقودية ضد أهداف قريبة من المناطق السكنية.

تجدر الإشارة إلى أن هناك عدة مواثيق في العالم تقف ضد استخدام القنابل العنقودية، إلا أنها لا تزال غير سارية المفعول. ويذكر في هذا السياق أن إسرائيل ترفض التوقيع على مثل هذه المواثيق، وبالنتيجة فإنها لا تلتزم بها.

وكانت إسرائيل قد استخدمت في عدوانها الأخير على لبنان قنابل عنقودية من إنتاج الولايات المتحدة. وبعد نهاية الحرب ادعت الولايات المتحدة أن إسرائيل قد استخدمت القنابل بدون مصادقتها، وذلك بعد أن اتضح أنه تم إسقاطها في مناطق سكنية أو قريبة منها وأدت إلى وقوع العديد من الضحايا والإصابات.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل التي تنتج قنابل عنقودية بجودة عالية، أي أنها تنفجر بنسبة تزيد من 90%، قامت باستخدام القنابل العنقودية الأمريكية لسببين، الأول لكونها ممولة من المساعدات الأمريكية، والسبب الثاني لكون القنابل الأمريكية أقل "جودة"، لكونها تنفجر بنسب أقل من 50%، مما يعني أنها تتحول إلى ألغام مزروعة في المنطقة.