قالت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، ان الشرطة الفدرالية الاميركية تشتبه بتورط اثنين من الدبلوماسيين الاسرائيليين في قضية التجسس المتعلقة بالحصول على مواد سرية تتعلق بايران. وحسب الصحيفة تشتبه واشنطن،  في الاساس، بمجموعة من المحافظين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، المناصرين لاسرائيل، والذين يطالبون الادارة الاميركية بالعمل لاستبدال النظام الايراني.


يشار الى ان قضية  الاتهامات الاميركية لاسرائيل بالتجسس على اراضيها في سبيل الحصول على معلومات سرية، تشعبت في اليومين الأخيرين وتجاوزت الاتهامات التي وجهت الى المستشار لاري فرانكلين، الذي اتهم بالتجسس  في ، لصالح اسرائيل وقيامه بتحويل معلومات سرية الى اللوبي اليهودي في واشنطن "أيباك" ومن ثم الى اسرائيل.

وفي المقابل، يبدو ان جهات اسرائيلية اوعزت بشن حرب مضادة، اتهمت من خلالها الولايات المتحدة بالتجسس على اسرائيل بالذات. الا ان رحى الحرب الاستخبارية بين البلدين المتحالفين، ما زالت تدور حتى الآن، على صفحات الجرائد، لكنه ليس من المستبعد تطورها بعد انتهاء التحقيق الذي تديره الشرطة الفدرالية في وقت تعمل فيه واشنطن على تخفيف حدة القضية، ربما بشكل مؤقت، كي لا تؤثر على تأييد الجالية اليهودية للرئيس بوش في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

لكن الصحف الاميريكة تواصل كشف المزيد من التفاصيل حول القضية بكل حدة. ويبدو، مما نشرته صحيفة "لوس انجلوس تايمز" امس، ان القضية لا تتوقف عند المشتبه به، لاري فرانكلين وانما تتعداه الى شبكة تجسس كبرى.

فقد نشرت الصحيفة على لسان مسؤولين اميركيين ان اسرائيل اقامت شبكة تجسس كبيرة في الولايات المتحدة. ويأتي هذا الاتهام متزامنا مع امس الجمعة، تتهم فيه السفارة الاميركية في تل ابيب بالتجسس على اسرائيل.

وقالت المصادر الأميركية لصحيفة "لوس انجلوس تايمز" ان الشرطة الفدرالية الاميركية، واجهزة امنية اميركية اخرى، تعقبت شخصيات دبلوماسية وضباط مخابرات اسرائيليين في واشنطن ونيويورك واماكن اخرى، وقامت بتصويرهم والتصنت على محادثاتهم.

واضافت تلك المصادر ان تعقب احد الدبلوماسيين الاسرائيليين في سنوات 97 -98 كان له اهمية مركزية في التحقيق الذي تم افتتاحه مؤخرا ضد المستشار لاري فرانكلين، المشتبه بالتجسس لصالح اسرائيل في البنتاغون.

وقال مصدر كبير في جهاز الاستخبارات الاميركية، سابقا، للصحيفة الاميركية: "هناك سلسلة كبيرة ومكثفة من النشاطات الاسرائيلية المضادة للولايات المتحدة. اسرائيل تدير شبكة واسعة من النشاطات بوسائل تكنولوجية وبشرية. الاشخاص المتواجدون هنا بصفة دبلوماسية، يسعون بشكل مكثف الى الحصول على وثائق من اشخاص.. انكار اسرائيل للقضية مثير للضحك"، قال المسؤول الذي انهى عمله مؤخرا.

وقال مصدر كبير يعمل في قسم الاستخبارات الاميركية في الشرق الاوسط، ان اسرائيل حاولت تجنيده للتجسس في العام 1991. وأضاف: "لقد اتصل بي ضابط في الاستخبارات الاسرائيلية ابان حرب الخليج الاولى فصددته وابلغت جهاز الاستخبارات الوقائي".