ألمحت إيران إلى احتمال أن يكون منفذو عملية اغتيال العالم النووي مصطفى أحمدي روشن قد استفادوا من معلومات حصلوا عليها من الأمم المتحدة للقيام بالعملية، في وقت رفض فيه الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية تحميل المنظمة أي مسؤولية عن الحادث.
 
فقد أشار إسحق الحبيب نائب سفير إيران لدى الأمم المتحدة إلى وجود شكوك لدى الحكومة الإيرانية تفيد بأن دوائر إرهابية استخدمت معلومات استخبارية تم الحصول عليها من أجهزة تابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك قائمة عقوبات مجلس الأمن ومقابلات أجرتها الوكالة الذرية مع العلماء النوويين الإيرانيين لتنفيذ عملية اغتيال روشن في الحادي عشر من الشهر الجاري.
 
وقال الحبيب -الذي كان يتحدث في مناقشة لمجلس الأمن حول العدالة وسيادة القانون- إنه من المستغرب صمت المجلس عن الهجمات التي تعرض لها علماء إيرانيون، متسائلا عما إذا كان هذا السلوك "هو السبيل لتعزيز سيادة القانون على المستوى الدولي".
 
وأبلغ الحبيب مجلس الأمن أن روشن كان قد التقى مفتشين تابعين للوكالة الذرية، و"هي حقيقة تشير إلى أن وكالات الأمم المتحدة ربما لعبت دورا في تسريب معلومات عن منشآت وعلماء إيران النوويين"، على حد تعبيره.
 
واتهم الدبلوماسي الإيراني المنظمة الدولية بالفشل في مراعاة السرية المتصلة بعمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية.
 
من جهته رفض الأمين العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو -في تصريح صحفي نشر الخميس- الاتهامات الإيرانية بمسؤوليتها "الجزئية" عن مقتل روشن، وأكد أن الوكالة لم تنشر أو تسرب أي معلومات عن العالم النووي المذكور.
 
وأكد أنه لا يشعر بأي ندم حيال ما نشر في التقرير الصادر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الذي تضمن ولأول مرة اتهامات صريحة بوجود شكوك في الطبيعة العسكرية للبرنامج النووي الإيراني.
 
بينما أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن المنظمة تدرس الاتهامات الإيرانية قبل الرد عليها رسميا.
 
يشار إلى أن الوكالة الذرية -ومقرها فيينا- كانت ولا تزال تلعب دورا رئيسا في الوقوف على طبيعية البرنامج النووي الإيراني وما إذا كان يتضمن أهدافا تتصل بصناعة سلاح نووي.
 
وقتل روشن (32 عاما) عندما وضع شخص كان يستقل دراجة نارية قنبلة مغناطيسية على سيارته في شارع أثناء ذروة المرور الصباحية في 11 يناير/كانون الثاني الجاري، واتهمت ايران عملاء للولايات المتحدة وإسرائيل بأنهم كانوا وراء اغتياله.
 
وفي رد عنيف على العملية بعد أربعة أيام من وقوعها، أكد وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي أن رد بلاده على العملية "الإرهابية الأخيرة التي نفذها عملاء أميركا وبريطانيا والموساد وأدت إلى استشهاد العالم الشاب روشن، سيكون حازما وساحقا".
 
ووجه مصلحي هجوما عنيفا على بريطانيا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن "البريطانيين والأميركيين لا يستطيعون إخفاء أياديهم الخبيثة من هذه العملية الإرهابية"، على حد قوله.