أعلن الكسندر لوكاشيفتش المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية عن وجود تأكيدات من دمشق حول استعدادها من حيث المبدأ للمشاركة في مؤتمر "جنيف –2".

وقال لوكاشيفتش في مؤتمر صحفي عقده اليوم، الجمعة، "نشير بارتياح الى تأكيدات دمشق حول استعداد الحكومة السورية المشاركة في المؤتمر الدولي من حيث المبدأ لكي يتمكن السوريون بأنفسهم من ايجاد حل سياسي لتسوية النزاع المدمر بالنسبة للبلاد والمنطقة".

وأشار إلى أن روسيا تبذل في الآونة الأخيرة جهودا حثيثة بهدف تطبيق المبادرة الروسية ـ الأمريكية من أجل عقد مؤتمر دولي بخصوص التسوية في سورية، مؤكدا أن موسكو "ترى في تنفيذ المبادرة على أساس اعلان جنيف المؤرخ بـ 30 يونيو/حزيران 2012 فرصة واقعية لوقف نزيف الدماء ووضع حد لمأساة السوريين ولتأمين مستقبل ديمقراطي لسورية في مصلحة جميع مواطنيها.. وهذه الفرصة لا يجوز إضاعتها".

وأوضح المتحدث أن الاتصالات التي تقوم بها روسيا مع الحكومة السورية ومع الممثلين عن المعارضة السورية على حد سواء، واللقاءات والمباحثات مع الشركاء الغربيين، وبالأخص مع الأطراف التي تساهم في تخطي الأزمة السورية كلها تخدم مهمة التوصل إلى إنجاح هذه الفرصة.

ونوّه المسؤول الروسي ببعض الصعوبات التي تعترض طريق الحل " فمن المؤسف، وعلى الرغم من دعواتنا إلى عدد من الشركاء والى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد إطلاق المبادرة الروسية ـ الأمريكية، فقد تم اتخاذ قرار أحادي حول سورية، وهو أحادي من حيث الصفة ويناقض أيضا الإجماع الحاصل حول التسوية السياسية للأزمة السورية".

وتابع القول إن "جهودا مماثلة تبذل حاليا بهدف اتخاذ قرار غير بناء أيضا خلال الجلسة الـ23 لمجلس حقوق الانسان في جنيف".

وانتقد لوكاشيفتش محاولة عرقلة "تنفيذ الاتفاقات الروسية ـ الأمريكية حول سورية.. ووضع المصالح السياسية الضيقة فوق الهدف الرئيسي المتمثل بوقف نزيف الدماء في الجمهورية العربية السورية وتأمين نجاح الجهود السياسية والدبلوماسية من قبل المجتمع الدولي لبدء الحوار السوري الداخلي".

وشدد على أن هذه المحاولات تبعث اشارات سلبية لفصائل المعارضة وتدفعهم عمليا الى رفض الحوار، مضيفا أنه "من دون شك فان البداية الناجحة للمؤتمر الدولي حول سورية تتطلب مشاركة جميع الاطراف المؤثرة ومن ضمنها الاقليمية".

واعتبر المسؤول الروسي ان المهمة الرئيسية تبقى تشكيل فرق من المعارضة للمشاركة في المؤتمر بدون شروط مسبقة "وهذا يجب أن يسعى اليه كل من لديه مصلحة صادقة في التسوية السياسية السريعة".

واستطرد قائلا "المطلوب هو تحديد تاريخ لعقد المؤتمر بدون تأخير". واضاف أن بعض قرارات بعض أطياف المعارضة السورية، من بينها ما تمخض عن لقاء مدريد ومؤتمر "أصدقاء سورية" في عمان تبعث على الخيبة، معربا عن أمله أن تطغى الأفكار البناءة خلال اجتماع الائتلاف السوري المعارض في اسطنبول، وأن تتطابق مع الاتفاق الروسي ـ الأمريكي لعقد مؤتمر دولي حول سورية بهدف تطبيق تنفيذ بنود اعلان جنيف.

واستبعد لوكاشيفتش عقد مؤتمر دولي حول سورية قبل نهاية شهر أيار/مايو كما كان من المقرر بسبب المعارضة السورية. وأضاف فيما يخص فرص عقد المؤتمر مع نهاية الشهر اجاري أن "الأحداث الجارية، خاصة في معسكر المعارضة، تجعل هذه الامكانية صعبة".

وكشف عن احتمال حدوث لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي قريبا في باريس، قائلا "لا توجد لدي معلومات محددة... لكن مبدئيا، إمكانية حدوث هذا اللقاء قائمة".

وقال إن "موسكو لا تفقد الأمل من تنفيذ المبادرة الروسية الأمريكية لعقد مؤتمر دولي حول سورية". وشدد على أن "روسيا تقف ضد أي تدخل خارجي في الشؤون السورية"، مشيرا الى أن "ما يحدث خلال عامين على الحدود السورية ـ اللبنانية والحدود السورية ـ التركية يعطي أساسا للقول إن القوى التي تتدخل في الشؤون السورية تلك التي تسعى لإسقاط الحكومة الشرعية في الجمهورية العربية السورية".