ابدى المجتمع الدولي السبت استعداده للتعاون مع الرئيس الايراني المنتخب رجل الدين المعتدل حسن روحاني، معربا في الوقت نفسه عن امله في ان يلبي الرئيس الجديد تطلعات الاسرة الدولية الى تعاون تام من جانب طهران في ملفها النووي اضافة الى موقفها من النزاع السوري.


ووجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “تهنئة حارة” الى روحاني، مؤكدا انه “سيواصل حض ايران على اداء دور بناء في القضايا الاقليمية والدولية”، مشيدا ب”نسبة المشاركة العالية” في التصويت والتي بلغت بحسب السلطات الايرانية اكثر من 72%.


من جهتها اعلنت الولايات المتحدة انها “مستعدة للتعاون مباشرة” مع طهران حول ملفها النووي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة في بيان للبيت الابيض ان هذا الالتزام “يهدف الى ايجاد حل دبلوماسي من شانه تبديد قلق المجتمع الدولي حول البرنامج النووي الايراني”.


ورغم اعتباره ان “انتخابات الامس شابها انعدام للشفافية ورقابة على وسائل الاعلام والانترنت في اطار عام من الترهيب قيد حرية التعبير والتجمع″، اشاد البيت الابيض ب”شجاعة الايرانيين لاسماع صوتهم”، معربا عن امله في “ان تأخذ الحكومة الايرانية الجديدة في الاعتبار ارادة الايرانيين وتقوم بخيارات مسؤولة تحمل مستقبلا افضل لجميع الايرانيين”.


بالمقابل قللت اسرائيل من دور الرئيس المنتخب، مؤكدة ان سياسة ايران النووية يحددها المرشد الاعلى علي خامنئي.


وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان ان “البرنامج النووي لايران قرره حتى الان خامنئي وليس الرئيس الايراني”، مشيرة الى انه “سيستمر الحكم على ايران استنادا الى افعالها، في المجال النووي كما في مجال الارهاب. على ايران ان تتجاوب مع مطالب المجتمع الدولي بوقف برنامجها النووي والكف عن نشر الارهاب في العالم”.


وكانت صحيفة "هارتس" قد عنونت موقعها الالكتروني، صباح اليوم الأحد، ب "انتخاب روحاني بشرى لمواطني ايران واقل جودة للدعاية الاسرائيلية" وفي التفاصيل كتبت الى ان الدعاية الاسرائيلية ستواجه صعوبات اكثر بحشد العالم ضد البرنامج النووي الايرني في ظل حكم الرئيس روحاني.


من ناحيتها اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان الاتحاد “عازم” على العمل مع روحاني حول الملف النووي لبلاده.
وقالت آشتون في بيان “تمنياتي لروحاني بالنجاح في تشكيل حكومة جديدة وفي مسؤولياته الجديدة. انا ما زلت عازمة بقوة على العمل مع القادة الايرانيين الجدد من اجل التوصل سريعا الى حل دبلوماسي للمسألة النووية”.


بدوره قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان باريس “أخذت علما بانتخاب حسن روحاني” وهي “مستعدة للعمل” معه وخصوصا حول الملف النووي و”انخراط ايران في سوريا”، مشيدا ب”تطلع الشعب الايراني الذي لا يتزعزع الى الديموقراطية”.


اما بريطانيا فدعت من جانبها الرئيس المنتخب الى “وضع ايران على سكة جديدة”، وخصوصا عبر “التركيز على قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الايراني وعبر الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الوضع السياسي ووضع حقوق الانسان”.


بدوره رأى وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في انتخاب روحاني تصويتا لصالح “اجراء اصلاحات ولسياسة خارجية بناءة”، معربا في بيان مقتضب عن امله في “ان تتعاون القيادة الجديدة لهذا البلد في هذا الاتجاه من أجل إيجاد حلول للقضايا الدولية والإقليمية”.


كذلك اعربت وزيرة الخارجية الايطالية ايما بونينو عن امل روما في تطوير العلاقات الثنائية وفي قيام حوار بناء بين ايران والمجتمع الدولي بعد انتخاب روحاني، مؤكدة “ارتياح” روما لكون الانتخابات الرئاسية في ايران تمت بطريقة “سليمة”.


واحدث رجل الدين المعتدل حسن روحاني مفاجأة بانتخابه رئيسا جديدا لايران من الدورة الاولى، ما يكرس عودة المعتدلين والاصلاحيين الى الحكم في طهران بعد هيمنة للمحافظين استمرت ثمانية اعوام.وحصل روحاني على 18,6 مليون صوت من اصل 36,7 مليون صوت، اي 50,68 في المئة في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين، بحسب النتائج الرسمية.


وبعيد انتخابه، اشاد روحاني ب”انتصار الاعتدال على التطرف” لكنه طالب المجتمع الدولي ب”الاعتراف بحقوق” ايران في المجال النووي.