قال مسؤولون في لوزان بسويسرا، يوم أمس الجمعة، إن إيران والقوى الكبرى تأمل بالتوصل لاتفاقية مؤلفة من صفحتين أو ثلاث صفحات تتضمن أعدادا محددة تشكل الأساس لتسوية بعيدة المدى بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وحذر مسؤولون غربيون وإيرانيون على إطلاع على المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين من أنهم لم يتفقوا بعد على إطار عمل لاتفاقية، وأن التفاصيل الرئيسية ما زالت محل مفاوضات ساخنة، ولكنهم أشاروا إلى أنهم اقتربوا من التوصل لاتفاق.

وقال مسؤول إيراني كبير مطلع على المحادثات لـ"رويترز" إن"الجانبين قريبان جدا جدا من الخطوة الأخيرة، وقد يتم التوقيع أو الاتفاق وإلاعلان شفهيا."

وكرر مسؤولون آخرون نفس التصريحات في الوقت الذي حذروا فيه من احتمال فشل المفاوضات خلال الأيام المقبلة.

ويناقش وزير الخارجية الأميريكي، جون كيري، ونظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، اتفاق إطار سياسي منذ أيام في لوزان بسويسرا. ومن المتوقع وصول وزراء خارجية مجموعة الدول الست في مطلع الأسبوع.

وأشار المسؤولون إلى أنه تجري مباحثات بشأن إعلان الوثيقة المؤلفة من صفحتين أو ثلاث صفحات، ولكن مسؤولين اثنين قالا إنها ستنشر. وأشار المسؤولون إلى إن بعض تفاصيل الاتفاق ستبقى سرية.

وكان مسؤول أمريكي بارز قد قال في وقت سابق إن الوقت قد حان كي تتخذ إيران القرارات الصعبة اللازمة للتوصل لاتفاق.

وإذا تم الاتفاق فإن الوثيقة ستغطي أرقاما رئيسية لأي اتفاق نووي في المستقبل بين إيران والدول الست مثل الحد الأقصى لعدد وأنواع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي يمكن لإيران تشغيلها، وحجم مخزونات اليورانيوم التي يمكنها الاحتفاظ بها، وأنواع الأبحاث النووية والتنموية التي بوسعها القيام بها، وتفاصيل رفع العقوبات عن اقتصاد إيران.

ومن بين الأرقام الرئيسية في الاتفاقية مدة الاتفاقية التي قال المسؤولون إنها لا بد وأن تستمر أكثر من عشر سنوات. وفور انتهاء أجل الاتفاقية الرئيسية فمن المرجح أن تكون هناك فترة من المراقبة الخاصة للأمم المتحدة للبرنامج النووي الإيراني.

والهدف من المفاوضات الجارية منذ نحو 18 شهرا هو التوصل لاتفاق توقف بموجبه إيران الأنشطة النووية الحساسة لمدة عشر سنوات على الأقل مقابل رفع العقوبات على أن يكون الهدف النهائي هو إنهاء مواجهة إيران النووية المستمرة منذ 12 عاما مع الغرب، وخفض مخاطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط.

ويعمل الجانبان على الاتفاق على اتفاق إطار مبدئي بحلول نهاية آذار (مارس) يليه اتفاق شامل بحلول 30 حزيران (يونيو) يتضمن كل التفاصيل الفنية بشأن الحدود التي ستضعها إيران على الأنشطة النووية الحساسة مقابل تخفيف العقوبات.

ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم التوقيع رسميا على الاتفاق بين الجانبين أو الاتفاق عليه شفهيا. ويعارض الإيرانيون فكرة الاتفاق الخطي خشية أن يؤدي الالتزام خطيا بشيء إلى الحد من القدرة التفاوضية لطهران في الوقت الذي يتم فيه وضع التفاصيل الفنية خلال الأشهر المقبلة.

وقال المسؤولون إنه حتى إذا تم قبول مثل هذا الاتفاق المبدئي خلال الأيام المقبلة فلا يوجد ما يضمن أن يتمكن الجانبان من الاتفاق على التفاصيل الفنية الكثيرة بحلول 30 حزيران (يونيو). وحذروا من أن المفاوضات ما زالت يمكن أن تنهار بعد ذلك.

وذكر موقع للحكومة الإيرانية على الإنترنت في  تشرين الثاني (نوفمبر) أن واشنطن قد تسمح لإيران بالاحتفاظ بنحو ستة آلاف جهاز طرد مركزي من الأجيال الأولى بدلا من نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزي تعمل الآن .

وإلى جانب رفع عقوبات الأمم المتحدة يقول المسؤولون إن أكبر النقاط العالقة في المحادثات ما زالت أبحاث أجهزة الطرد المركزي وتطويرها.

ويقولون إن إيران تريد إجراء أبحاث لاجهزة الطرد المركزي في موقع فوردو تحت الأرض، ولكن الدول الغربية لا تحبذ فكرة تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي هناك.

وقال المسؤولون إن الاتفاق سيدعو إلى رفع العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بشكل تدريجي وفقا لجدول محدد مع احتمال رفع بعض العقوبات بسرعة جدا.