يعقد الرئيسان الصيني، شي جين بينغ، والأميركي، دونالد ترامب، لقاء قمة هو الأول بينهما، الأسبوع المقبل، في ولاية فلوريدا الأميركية.

وقال نائب وزير الخارجية الصينى، تشنغ تسي قوانغ، في تصريحات صحافية، اليوم السبت، إن الصين تأمل في أن يحدد اللقاء الذي سيتم بين قادة البلدين، يومي الخميس والجمعة المقبلين، المسار الذي سيتم اتباعه لتطوير العلاقات الثنائية في المستقبل'.

يشار إلى أن الرئيس الأميركي أتهم الصين، في أكثر من تصريح خلال حملته الانتخابية، بالعمل على إبقاء عملتها منخفضة أمام الدولار بشكل مصطنع حتى تظل الصادرات الصينية أقل تكلفة، واتهمها بسرقة الوظائف في قطاع الصناعات التحويلية من الولايات المتحدة، وهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على الواردات الصينية.

وبعيد انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، أثار ترامب غضب بكين عندما ألمح إلى أنه يمكن أن يتراجع عن 'مبدأ الصين الواحدة' الذي تحظر بموجبه بكين أي اتصال رسمي بين تايوان والدول الاجنبية.

وذهب الأمر بترامب إلى درجة تلقي اتصال هاتفي من رئيسة تايوان، تساي اينغ-وين، قبل أن يهدد الصين بحرب تجارية.

لكن ترامب عاد في اتصال هاتفي مع بكين منتصف شباط/فبراير إلى التهدئة، وأكد أنه سيحترم مبدأ الصين الواحدة، مما أفسح المجال للتباحث في عقد لقاء بين البلدين.

وفي مسعى للتهوين من الخلاف أقر في وقت سابق، نائب وزير الخارجية الصيني، في إفادة صحفية بشأن اجتماع شي وترامب المرتقب، بوجود اختلال في الميزان التجاري، لكنه قال إنه 'يرجع لأسباب أهمها اختلافات في الهيكل الاقتصادي للبلدين'. وأشار إلى أن الصين تعاني عجزا تجاريا في قطاع الخدمات.

وأضاف 'لا تتعمد الصين السعي لتحقيق فائض تجاري. ولا نية لدينا أيضا للتخفيض التنافسي لقيمة العملة من أجل تحفيز الصادرات. هذه ليست سياستنا.'

قضايا شائكة 

ذكرت مصادر دبلوماسية في بكين، ان اللقاء يوحي بأن هدف القمة هو افساح المجال أمام الرئيسين للتعرف على بعضهما البعض أكثر من تسوية الملفات الحساسة في العلاقة بين ضفتي المحيط الهادىء.

وقال دوغلاس باس، مدير مكتب آسيا لمركز كارنيغي من أجل السلام في العالم، إن 'الأمر قد يكون متعلقاً بدفن الاحقاد مع تبادل بعض التسهيلات الاقتصادية قبل ان تهب العواصف حول التجارة ونقاط الاحتكاك في آسيا واختيار الاشخاص'.

لكن يبدو أنه من الصعب تجنب القضايا المثيرة للخلاف.

قال هنري ليفين، المحلل في مجموعة 'أولبرايت ستونبريدج غروب إن 'القمة وحتى العلاقات الصينية الامريكية ستدور على الأرجح حول قضايا جعلتها إدارة ترامب أصلاً محورية، أي التجارة وكوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي وتايوان'.

وتطالب واشنطن الصين بالضغط على كوريا الشمالية لاقناعها بالتخلي عن برنامجيها النووي والبالستي. وقد أعلنت بكين وقف وارداتها من الفحم الكوري الشمالي بموجب عقوبات الأمم المتحدة مما قطع مصدراً ثميناً لموارد نظام كيم جونغ اون.

لكن الصين تعترض على نشر الولايات المتحدة منظومة 'ثاد' الدرع الامريكية المتطورة المضادة للصواريخ، في كوريا الجنوبية معتبرة أنها 'مساس بقوة الردع التي تملكها'.

وهناك خلاف بين البلدين أيضاً حول بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب بكين بالسيادة عليه بشكل شبه كامل، بينما هدد وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، مطلع كانون الثاني/يناير قبل توليه مهامه تماماً، بمنع الصين من الوصول إلى جزر تسيطر عليها بإسم الدفاع عن حرية الملاحة البحرية.

وتشعر بكين بالإستياء من اختيار بعض الشخصيات في محيط الرئيس الأميركي وخصوصاً، بيتر نافارو، المستشار للشؤون التجارية ومؤلف كتاب حول المنافسة الصينية يحمل عنوان 'الموت على يد الصين'.

وقبل توجهه إلى الولايات المتحدة، سيقوم شي بزيارة إلى فنلندا من 4 الى 6 نيسان/أبريل 'لاظهار الاهتمام الذي توليه الصين للاتحاد الاوروبي'، على حد قول الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ.

اقرأ/ي أيضًا | المركز الثقافي الصيني في تل أبيب يُفتتح أواخر العام