تحيي فرنسا، اليوم، الخميس، ذكرى إنزال الحلفاء على شواطئ النورماندي، قبل 75 عامًا، الذي شكل نقطة تحول في مسار الحرب العالمية الثانية، وذلك بحضور الرئيسين، الأميركي، دونالد ترامب، والفرنسي، إيمانويل، ماكرون وقادة آخرين في أجواء دبلوماسيّة حسّاسة.

ووسط خلافات محورها تشكيك الرئيس الأميركي في التعاون المتعدد الأطراف، سيسعى القادة إلى إظهار أن العلاقات بين ضفّتي الأطلسي مستمرة، وذلك فيما يلتقون لليوم الثاني لتحية بطوليات الجنود الذين أنزلوا على شواطئ النورماندي في 6 حزيران/ يونيو 1944.

وفي المناسبة التي ستمتزج فيها السياسة الدولية بذكرى تاريخية مؤثرة، سيلتقي ماكرون أولا رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، لإطلاق مشروع بناء نصب بريطاني في فير-سور-مير.

ثم يجري ماكرون وترامب محادثات مغلقة، يليها غداء عمل بعد مراسم في المقبرة الأميركية في كولفيل-سور-مير.

وسليقي الرئيسان كلمات، كما سيمنح الرئيس الفرنسي وسام الشرف، وهو أعلى أوسمة الشرف الفرنسية، لخمسة من قدامى المحاربين الأميركيين.

وينظر كثيرون إلى هذه المناسبة كإحدى الرموز الكبرى للتعاون بين ضفتين الأطلسي، ويروج لها على أنها تضحية "جنود شبان أميركييّن بحياتهم في الحرب لإنهاء سيطرة الرايخ الثالث" على أوروبا.

وتدفق عشرات آلاف الزوار الفرنسيين والأجانب على ساحل النورماندي لحضور مراسم هذا العام، وتكريم العدد المتناقص للشهود على تلك المعارك.

غير أن التحالف على ضفتي الأطلسي تمتحنه علاقات ترامب المتوترة مع أوروبا، فيما يتشاحن الجانبان على قضايا تتراوح من إيران وروسيا إلى التجارة العالمية والتغير المناخي.

وسيحضر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، المراسم التي تقام على شواطئ جونو، حيث تولت القوات الكندية الهجوم.

ويصل ترامب إلى فرنسا قادما من بريطانيا حيث قام بزيارة دولة استمرت ثلاثة أيام، حضر خلالها مراسم في بورتسموث في ذكرى إنزال الحلفاء إلى جانب الملكة إليزابيث الثانية، وأكثر من 12 من قادة العالم.

وفي إعلان مشترك، أكدت 16 دولة حضرت مراسم بورتسموث على مسؤوليتها المشتركة في ضمان عدم تكرار أهوال الحرب العالمية الثانية.

وأكدت هذه الدول التزامها بـ"قيم مشتركة"، وتعهّدت العمل جنبا إلى جنب للدفاع عن الحريات "متى كانت مهددة".

إحياء إنزال النورماندي بمزيد من الإنزالات (أ ب)

ولن تحضر المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي شاركت في مراسم بورتسموث، المراسم في النورماندي.

أمّا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي دعي عام 2004 بمناسبة الذكرى الستين للإنزال، لم يتلق هذا العام دعوة إلى أي من الفعاليتين، ما يشير إلى العلاقات المتوترة للغرب مع روسيا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن يوم الإنزال في النورماندي لم يحدد مسار الحرب العالمية الثانية، ولا يتعين تضخيم أهميته، وأضافت أنّ "جهود الاتحاد السوفياتي الذي دخل الحرب في عام 1941 هي التي حققت الانتصار".

في 6 حزيران/ يونيو 1944، والذي يرمز إليه بأنه "أطول يوم"، قام 156 ألف جندي بإنزال على الشواطئ التي تم اختيارها لإطلاق بالهجوم، معظمهم من الأميركيين والبريطانيين والكنديين.

ولا تزال العملية أكبر هجوم برمائي من نوعها في التاريخ. وأودت بحياة نحو 4400 جندي في اليوم الأول وحده.

وفي كل ذكرى لهذه المناسبة تتضاءل أعداد المحاربين القدامى الباقين على قيد الحياة، لكن في فعاليات بورتسموث، قالت ملكة بريطانيا إن جيلها العائد إلى فترة الحرب أثبت "مقاومة" مشيرة إلى أن البعض ظنوا في السابق بأن الذكرى الستين ربما تكون الأخيرة لهم.

اقرأ/ي أيضًا | ترامب: نريد أوروبا قوية وعليها تقاسم عبء الدفاع