إيران: برفع العقوبات... سيكون من الممكن التوصل لاتفاق سريع في فيينا
أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الجمعة، أن "مفاوضات فيينا المقبلة ليست حول المسائل النووية، بل بشأن الاتفاق النووي وامتثال الطرف الآخر لتعهداته"، وذلك عشية استئناف المفاوضات، يوم الإثنين المقبل.
وأضاف إسلامي، في كلمة له على هامش مراسم الذكرى الأولى لاغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زادة، أنه "قد ولى التزامنا بالاتفاق النووي من جانب واحد. هذه المرة يجب أن تثبت (أميركا والدول الأوروبية) عمليًا امتثالها للاتفاق، وبعد التحقق من التزامها بتعهداتها سننفذ التزاماتنا التي تعهدنا بها".
وعن منشأة "تسا" في مدينة كرج غربي العاصمة طهران، والتي رفضت إيران دخول المفتشين الدوليين إليها، فيما تطالب واشنطن بالسماح لهم بذلك، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إنّ "منشأة كرج مرتبطة بالاتفاق النووي، ومَن نقض الاتفاق النووي وانسحب منه، لا يحق له الحديث عن هذه المنشأة ولن تقبل الجمهورية الإسلامية بذلك".
وفي وقت سابق، اليوم، وقبل أيام من استئناف مفاوضات فيينا، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في اتصال هاتفي مع نظيره الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه "إذا كانت الأطراف الأخرى مستعدة للعودة إلى كامل التزاماتها ورفع العقوبات، فسيكون من الممكن التوصل إلى اتفاق إيجابي وفورا".
وأضاف أنه في مطلق الأحوال "سنشارك في محادثات فيينا بحسن نية وبجدية". وطالب عبد اللهيان مجددا "بضمانة جدية وكافية" أن الولايات المتحدة لن تنسحب من الاتفاق بعد الآن.
من جهته أكد بوريل، كما ورد في بيان الخارجية الإيرانية، أن "الوسيلة الوحيدة لرفع العقوبات هي إعادة الاتفاق النووي إلى المسار الرئيسي".
وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قد قال، أمس الخميس، إنّ "منشأة ‘تسا‘ تخص إنتاج أجهزة الطرد المركزي، ولا توجد فيها مواد نووية، ولذلك لن يُسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيشها".
وكان موقع "تسا" النووي في كرج، قد تعرّض لـ"عملية تخريبية"، في تموز/ يوليو الماضي، إذ اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءه.
وتوصلت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، يوم 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، إلى اتفاق لاستبدال بطاقات ذاكرة الكاميرات الموضوعة في المنشآت النووية الإيرانية من دون تسليم بياناتها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن غروسي بعد أيام من عودته من زيارة إيران، اتهمها بـ"التقاعس عن الوفاء الكامل بشروط الاتفاق" من خلال رفض دخول مفتشي الوكالة الدولية إلى موقع "تسا" النووي في كرج، لاستبدال بطاقات الذاكرة في كاميرات المراقبة الأممية، غير أنّ الحكومة الإيرانية أكدت أن الاتفاق مع غروسي لا يشمل هذا الموقع، عازية ذلك إلى استمرار التحقيقات الأمنية والقضائية بسبب العملية "التخريبية" التي تعرض لها.
من جهته، قال مندوب إيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، محمد رضا غائبي، في كلمة في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنّ "التوجه البناء والإيجابي لإيران لم يُقابل برد مناسب من الوكالة وهذا ما يشكل عقبة أمام التعاملات لاحقا".
وأشار غائبي إلى زيارة غروسي إلى طهران يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، ولقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين قائلا، إنّ "الطرفين أكّدا على ضرورة معالجة جميع القضايا العالقة في أجواء بناءة للتوصل إلى اتفاق مطلوب". وأكد المسؤول الإيراني أن إيران والوكالة الدولية "عازمتان على مواصلة التعاون والتوصل إلى اتفاق".
وقال كمالوندي، في تصريحات أوردها التلفزيون الرسمي الإيراني، "إن الوكالة الدولية لا تُعامل وكالة الطاقة الذرية الإيران كما يجب، وذكّرنا بذلك عدّة مرّات". واعتبر أن إيران تُعامَل بهذه الطريقة لأن "المنظمات العالمية خاضعة لتأثير الدول القوية". وأضاف "تموّل الدول القوية هذه المنظمات وتضغط عليها".
وقال كمالوندي "نحاول، في مواجهة سلوك المجتمع الدولي، تأكيد حقوقنا والتصدي للصورة السلبية التي يحاولون أن يفبركوها ضدّنا. يقول (الغربيون) إننا نسعى إلى الحصول على سلاح نووي وأنه يجب منعنا من ذلك بأي ثمن". وأضاف "الصناعة النووية صناعة أساسية ويجب أن ننخرط فيها. علينا ألّا نستسلم وأن نواصل جهودنا".
ويترقب الجميع استئناف المفاوضات الاثنين في فيينا بعد تعليقها منذ حزيران/ يونيو، بين إيران والقوى الكبرى المشاركة في الاتفاق النووي المبرم في 2015، في محاولة لإنقاذه.
وستشارك في مفاوضات فيينا طهران والدول التي لا تزال طرفًا في الاتفاقية، فيما ستكون مشاركة الولايات المتحدة غير مباشرة.