شدد الرئيس الأميركي جو بايدن، على "وجوب محاسبة" الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على تعرض "مئات آلاف السوريين الأبرياء لسوء المعاملة والتعذيب والقتل"، واصفا سقوط حكمه بأنه "فرصة تاريخية" للشعب السوري.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وفي أول رد فعلي أميركي على إطاحة فصائل المعارضة السورية المسلّحة بالأسد، أبدى بايدن تفاؤله، لكنه نبه إلى وجوب "البقاء متيقظين" لاحتمال صعود جماعات إرهابية.

وقال بايدن في كلمة في البيت الأبيض "أخيرا سقط نظام الأسد"، متحدثا عن "فعل عدالة أساسي" و"فرصة تاريخية" للسوريين من أجل "بناء مستقبل أفضل"، مع تحذيره من "الغموض والأخطار" الناتجة من الوضع الراهن وتشديده على أنّ "الأسد ينبغي أن يُحاسَب".

وفيما أفادت وكالات الأنباء الروسية بأن الرئيس السوري المخلوع موجود في العاصمة الروسية مع عائلته، أشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة "غير متأكدة" من مكان وجود الأسد، مضيفا "لكن يقال إنه في موسكو".

وأكد بايدن الذي تنتهي ولايته في كانون الثاني/يناير، وسيخلفه سلفه دونالد ترامب أن واشنطن ستساعد السوريين في إعادة الإعمار.

وأوضح "سنعمل مع كل المجموعات السورية، ويشمل ذلك العملية التي تقودها الأمم المتحدة، وذلك بهدف إرساء مرحلة انتقالية بعيدا من نظام الأسد ونحو سورية مستقلة وسيدة مع دستور جديد".

لكنه لفت إلى أن واشنطن ستجري تقييما لجماعات متطرفة منضوية ضمن فصائل المعارضة لتبيان وضعها راهنا.

وقال إن "بعضا من الفصائل السورية المسلحة التي أسقطت الأسد لديه سجل قاتم من الإرهاب ومن الانتهاكات لحقوق الإنسان".

ولفت الرئيس الأميركي إلى أن الولايات المتحدة "أخذت علما" ببيانات أخيرة لفصائل تشير إلى أنها باتت معتدلة، لكنه نبه إلى أن بلده "سيجري تقييما ليس فقط لأقوالها بل لأفعالها".

وجاءت تصريحات بايدن عقب اجتماع مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض تناول التطورات في سورية.

وقال بايدن إن واشنطن تدرك أن تنظيم "داعش" "سيحاول استغلال أي فراغ لإعادة تشكيل صفوفه" في سوريا، مشدّدا على أن واشنطن "لن تسمح بحدوث ذلك".

وأضاف أن القوات الأميركية شنت الأحد "عشرات" الضربات ضد التنظيم الجهادي.

وأعلن البنتاغون أنّ طائراته أغارت الأحد على أكثر من 75 هدفا لتنظيم "داعش" في سورية "من أجل منع التنظيم الإرهابي من تنفيذ عمليات خارجية وضمان عدم سعيه للاستفادة من الوضع الحالي لإعادة تشكيل نفسه في وسط سورية".

وقالت القيادة الأميركية الوسطى "سنتكوم" في بيان إنّ "الغارات الجوية الدقيقة" نفذتها طائرات متنوعة من بينها قاذفات بي-52 ومقاتلات إف-15 وطائرات إيه-10، و"استهدفت معسكرات وعناصر" في التنظيم الجهادي في وسط سورية.

وأوضح البيان أنّ "الغارات استهدفت قياديين وعناصر ومعسكرات" للتنظيم الجهادي، وذلك "في إطار المهمّة المستمرة لتعطيله وإضعافه وهزيمته".

وتدعم الولايات المتحدة خصوصا قوات سوريا الديموقراطية (قسد) وهي ائتلاف فصائل معارضة للأسد يهيمن عليها الأكراد وتسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق سورية.

وقال مسؤول أميركي كبير طالبا عدم نشر اسمه إن "المستقبل هناك سيكتبه السوريون. نحن لا نضع خطة لمستقبل سورية انطلاقا من واشنطن".

وفيما يتعلق بمسألة مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية، أشار المسؤول نفسه إلى أنّ الولايات المتحدة تبذل كل ما في وسعها "لضمان عدم وقوع هذه الأسلحة في أيدي أحد".

وقال المسؤول الأميركي أيضا إن دعم إدارة بايدن "الكامل" لإسرائيل وأوكرانيا ساهم "في أحداث هذا الأسبوع".

وأوضح أن "حماس في حالة تراجع فقد مات قادتها. وإيران في حالة تراجع. وحزب الله في حالة تراجع. وروسيا في حالة تراجع، فقد تخلّت للتو عن حليفها الوحيد في الشرق الأوسط. والآن نظام الأسد انهار للتو. لم يكن أيّ من هذا ممكنا" لولا دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا وإسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا | بايدن بعد الإطاحة ببشار الأسد: واشنطن "ستعمل مع جميع المجموعات السورية" من أجل مرحلة انتقالية