أعلن رئيس الحكومة الكندية، جاستن ترودو، مساء اليوم، الإثنين، استقالته من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام، موضحا أنه سيواصل أداء مهماته إلى أن يختار حزبه خليفة له.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال ترودو في مؤتمر صحافي عقده في أوتاوا "أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل".

وتأتي هذه الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

سيتولى ترودو، الذي أعلن في الوقت ذاته تعليق عمل البرلمان حتى 24 آذار/ مارس، تسيير الأعمال لإعطاء حزبه الوقت لاختيار بديل له.

وأضاف وقد بدا عليه التأثر "هذا البلد يستحق خيارا حقيقيا في الانتخابات المقبلة. لقد أصبح واضحا لي أنّه إذا كان علي أن أخوض معارك داخلية، لا يمكنني أن أكون رئيسا للحكومة".

ويمكن أن تستمر الحملات داخل الحزب الليبرالي لعدّة أشهر. وحتى لو تسارعت وتيرة هذه العملية، من غير المرجّح أن يغادر ترودو منصبه في الأيام القليلة المقبلة.

ومن المتوقع أن يكون على رأس الحكومة في العشرين من كانون الثاني/ يناير، خلال حفل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

يأتي إعلان ترودو مع اقتراب إجراء الانتخابات التشريعية في موعد أقصاه تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

يتخلف حاليا رئيس الحكومة بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

وعانى جاستن ترودو الذي يتولى السلطة منذ عشر سنوات، تراجعا في شعبيته مع اعتباره مسؤولا عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

فضلا عن ذلك، أثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف كانون الأول/ ديسمبر بلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف بشأن كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وهدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على السلع الكندية والمكسيكية بمجرد توليه الرئاسة.

وزار ترودو فلوريدا في تشرين الثاني/ نوفمبر للاجتماع مع ترامب لتجنب حرب تجارية.

وتعتبر الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر لكندا ووجهة 75% من صادراتها. ويعتمد عليها نحو مليوني كندي من إجمالي السكان البالغ عددهم 41 مليون نسمة.

وتتحرّك العديد من الشخصيات خلف الكواليس لتولي قيادة الحزب خلال موسم أعياد الميلاد ورأس السنة.

وأفاد مصدر داخل الحزب الليبرالي، بأنّ الحاكم السابق لبنك كندا مارك كارني (59 عاما)، الذي يشغل منصب مستشار اقتصادي للحزب منذ الصيف الماضي، كثّف تحرّكاته في الأيام الأخيرة لتقييم مستوى الدعم الذي يحظى به داخل الحزب. كذلك الأمر بالنسبة إلى النائبة السابقة لرئيس الحكومة كريستيا فريلاند.

ومن المقرّر أن يعقد الحزب اجتماعا كبيرا الأربعاء. ويقول خبراء إنّ تحدّيات كثيرة تنتظر خليفة ترودو، متوقّعين فوز المحافظين في الانتخابات المقبلة.