إردوغان يتهم إسرائيل بمحاولة نسف الثورة في سورية
اتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إسرائيل بالسعي إلى "نسف الثورة" في سورية من خلال تأجيج الانقسامات في البلاد بعد سقوط بشار الأسد.
وقال إردوغان في منتدى دبلوماسي في أنطاليا بجنوب تركيا إن إسرائيل "تحاول نسف ثورة الثامن من كانون الأول/ ديسمبر من خلال تأجيج الخلافات العرقية والدينية في سورية وتحريض الأقليات في البلاد على معارضة الحكومة".
وأضاف "لن نسمح بجر سورية إلى دوامة جديدة من عدم الاستقرار"، مشيرا إلى أن "الشعب السوري سئم المعاناة والقمع والحرب". كما اتهم الرئيس التركي إسرائيل "بتهديد استقرار المنطقة بشكل مباشر (...) بهجماتها على لبنان وسوريا".
وتعد تركيا من أكبر الداعمين للنظام السوري الجديد بعدما أطاح الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر عقب حرب أهلية استمرت قرابة 14 عاما.
وشارك الرئيس السوري، أحمد الشرع، أيضا في المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا وعقد لقاء ثنائيا مع إردوغان.
وأكد إردوغان للشرع أن تركيا ستواصل خصوصا "جهودها الدبلوماسية لرفع العقوبات الدولية عن سورية"، مشددا على "ضرورة إحياء التعاون التجاري والاقتصادي" بين البلدين، وفق ما ذكرت إدارة الاتصالات في الرئاسة التركية على موقعها الإلكتروني.
من جهته قال الشرع على تلغرام "لقد شكّل المنتدى فرصة ثمينة لتبادل الرؤى مع عدد من القادة والمسؤولين حول التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، إضافةً إلى التأكيد على ضرورة احترام وحدة وسيادة أراضي الجمهورية العربية السورية".
وأضاف الشرع "كما أجريت على هامش المنتدى سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من الرؤساء والقادة المشاركين، تناولنا خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتوسيع مجالات التعاون، والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح شعوبنا ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
أتت تصريحات إردوغان بعد يومين على محادثات تقنية في أذربيجان بين تركيا وإسرائيل بهدف منع خطر التصعيد بينهما في سورية.
لكن القوتين الإقليميتين تواجهان صعوبات في التوصل إلى اتفاق، إذ لم يسفر اجتماع الأربعاء عن أي تفاهمات ملموسة.
وبحسب مصدر سوري مطلع، فإن أنقرة تحاول إنشاء "مواقع عسكرية" في سورية، بما في ذلك "داخل قاعدة تي فور" الجوية في محافظة حمص التي استهدفتها ضربات إسرائيلية الأسبوع الماضي.
من جانبه، يسعى الجيش الإسرائيلي إلى إبعاد القوات السورية عن حدوده. وفي الأسبوع الماضي، كثف ضرباته الدامية في سورية ونفذ توغلا بريا في جنوب البلاد، مستهدفا قواعد ومطارا عسكريا.
ويرى الباحث في مركز الأبحاث "سينتشري إنترناشونال" آرون لوند أن مصالح إسرائيل وتركيا "ليست متعارضة بالضرورة" في سورية. لكن البلدين لديهما "الكثير من الخلافات الأخرى، أولها وأهمها قضية فلسطين"، ما يجعله يظن أن التوصل إلى اتفاق حقيقي أمر غير مرجح.
وأكد الرئيس التركي الجمعة أن سلوك إسرائيل تجاه غزة هو سلوك "دولة إرهابية"، منددا بـ"الهمجية" التي أظهرتها حكومة بنيامين نتنياهو في غزة.
وقال إردوغان خلال المنتدى الدبلوماسي في أنطاليا "صباح اليوم، استشهد عشرة أشخاص، بينهم سبعة أطفال، من عائلة واحدة في خان يونس. إن لم تكن هذه همجية، فماذا تكون؟". وعلقت تركيا علاقاتها التجارية مع إسرائيل ردا على الحرب في قطاع غزة.
وقال آرون لوند "دعونا نأمل بأن تسمح المناقشات" بشأن القضية السورية "على الأقل بإيجاد سبل للتعايش وإدارة التوترات بينهما بطريقة أو بأخرى، دون أن يتدهور الأمر إلى شيء مزعزع للاستقرار، لأن هذا يمكن أن يحدث أيضا".