مر عام على فراق الطفل السوري صاحب الثلاثة أعوام، ايلان كردي، الذي هزت صور جثته طريحا على أحد الشواطئ التركية ضمير العالم، عقب غرق قارب كان يقله مع شقيقه الأكبر ووالدتهما إلى اليونان.

وفي 2 أيلول/ سبتمبر 2015، عثرت فرق خفر السواحل التركية على جثّة الطفل ايلان مع 11 آخرين، بينهم شقيقه ووالدته، الذين لفظتهم أمواج البحر الى شاطئ مدينة بودروم في ولاية موغلا، بعد غرق قاربهم أثناء التوجه إلى اليونان بطريقة غير شرعية.

وأثارت صورة جثة ايلان كردي، التي لفظها البحر على أحد شواطئ بلدة بودروم في ولاية موغلا، موجة تعاطف مع اللاجئين السوريين في جميع أنحاء العالم، وحركت الضمير العالمي، الذي بات راكدا جامدا حيال كل المآسي والكوارث الإنسانية التي حدثت وما زالت تحدث على الأراضي السورية، سوى من صور أطفال فقدوا حياتهم، ولكن سرعان ما عاد ضمير العالم إلى غفوته، ومارس صنعته الأزلية 'النسيان'، في حين لم تتوقف حفلات تقديم 'القرابين' العربية البريئة، في ضجة إعلامية وتضامن افتراضي، لحكاية أطفال سورية ومصيرهم، إن بقوا في سورية وإن غادروها. 

وسرد أحد المواطنين الذين شهدوا الحادثة العام الماضي، حيث سرد تفاصيل ذلك اليوم، إسماعيل آكار، وقال، 'أثناء مسيري اليومي على الساحل فوجئت بازدحام، ومع الاقتراب أكثر صُدمت برؤية جثتين لطفلين، منهما واحدة يحملها أحد عناصر قوات الدرك، الأمر الذي أصابني بالقشعريرة في سائر جسدي'.

وتابع آكار 'لا تفارق صورة ايلان مخيلتي حتى اليوم، وكلما أشاهد صوره على شاشات التلفاز أشعر بنفس القشعريرة التي أصابتني ذلك اليوم'.

ولقي ايلان حتفه لدى غرق القارب الذي كان يقل أسرته في محاولة الوصول إلى اليونان، وتوفي كذلك شقيقه، غالب، ووالدتهما، في حين نجى والدهما عبد الله كردي من الغرق.

اقرأ/ي أيضًا | تركيا: السجن 4 أعوام لمهربين تسببا بغرق الطفل ايلان

وكانت السلطات التركية اعتقلت، في وقت سابق من العام الماضي، 4 سوريين يشتبه في تورطهم بتنظيم الرحلة التي انتهت بوفاة 12 مهاجر غير شرعي من بينهم الطفل ايلان، عقب غرق القارب الذي كانوا على متنه.