قال مسؤول بالأمم المتحدة في سورية إن عمليات الإجلاء من شرق حلب لا تزال مستمرة مساء اليوم، الأربعاء.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب قال في وقت سابق إن النظام السوري أحكم السيطرة على مدينة حلب اليوم بعد إجلاء آخر مجموعة من المقاتلين.

وقال المرصد إن موقعا صغيرا فقط على الأطراف الغربية للمدينة لا يزال في أيدي قوات المعارضة. وأضاف أن نحو 21500 مدني قتلوا في المعركة من أجل السيطرة على حلب.

لكن مسؤول الأمم المتحدة في سورية قال لوكالة رويترز لدى سؤاله عن هذه التقارير 'لا يمكننا تأكيد ذلك. عمليات الإجلاء لا تزال جارية'.

وأبلغ عامل إغاثة آخر رويترز أن الانتهاء من تحميل الحافلات بمن تم إجلاؤهم من المتوقع أن تكون 'وشيكة'.

(أ.ف.ب.)

وذكرت تقارير لوسائل إعلام موالية للنظام أن حافلات تقل مدنيين سوريين ومقاتلين بدأت مغادرة آخر جيب تسيطر عليه المعارضة في حلب اليوم بعد توقفها ليوم.

وقال مسؤول بالأمم المتحدة في سورية، بينما بدأت الثلوج في التساقط على حلب، إنه 'تتحرك الحافلات الآن مجددا من شرق حلب. نأمل أن يستمر ذلك حتى يتسنى إجلاء الناس بأمان'.

وكان الناس ينتظرون في برد قارس منذ واجهت عمليات الإجلاء مشكلات، أمس، مع تقطع السبل بعشرات الحافلات في حلب وتوقف الإجلاء من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين أيضا. وتتبادل قوات المعارضة والحكومة الاتهامات بخصوص تعطيل الإجلاء.

وقالت مؤسسة إنقاذ الطفولة الخيرية إن الثلوج الكثيفة تعوق جهود الإغاثة. وأضافت في بيان أنه 'يحاول شركاؤنا علاج الأطفال المصابين الذين فروا من حلب، لكن الوضع لا يزال مزريا. تعين بتر أطراف كثيرين لأنهم لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب وهناك أعداد أكبر تعاني الوهن وسوء التغذية'.

وأضاف البيان أن رضيعة عمرها خمسة أشهر مصابة بكسور بالساقين وذراع وجرح مفتوح في معدتها.

وقالت مؤسسة إنقاذ الطفولة إن الكثير ممن فروا من حلب ينامون في مبان ليست بها تدفئة أو خيام في درجات حرارة تحت الصفر. وأضافت أن أطفالا تفرقوا عن أولياء أمورهم خلال الفوضى التي تسود عندما يركضون للحصول على الطعام أو عندما ينزلون من الحافلات.

إحدى مناطق حلب في الماضي والحاضر (رويترز)

وتشير بيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إجلاء نحو 25 ألفا من حلب حتى الآن. وقال مسؤول من الأمم المتحدة إن 750 شخصا أجلوا فعلا من الفوعة وكفريا.

وخلف الخارجون من المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب وراءهم أرضا خرابا ومباني مدمرة وأطلالا من الخرسانة وجدرانا اخترقها الرصاص حيث كان يعيش عشرات الألوف حتى أيام قليلة مضت تحت قصف مكثف للنظام والطيران الروسي حتى بعد انهيار الرعاية الطبية وخدمات الإغاثة.

وسُحقت الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة من المدينة التي كانت ذات يوم مركزا اقتصاديا مزدهرا يشتهر بمعالمه الأثرية خلال الحرب، التي سقط فيها أكثر من 300 ألف قتيل وأوجدت أسوأ أزمة لاجئين في العالم وسمحت بصعود تنظيم 'داعش'.

وقالت الأمم المتحدة إنها أرسلت 20 موظفا إضافيا إلى شرق حلب لمراقبة الإجلاء. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف، ينس لايركه، إن 'بعضهم وصل بالأمس (الثلاثاء) وسيصل آخرون اليوم وفي الأيام المقبلة'.

وكانت الضربات الجوية الروسية هي العامل الأكثر أهمية في حلب. فقد مكنت قوات النظام من تكثيف حصار الشرق ليحدث آثارا مدمرة. وعلى الأرض لعب مقاتلون شيعة من مناطق مختلفة وصلت بعيدا إلى أفغانستان دورا مهما لصالح نظام الأسد.

اقرأ/ي أيضًا | الأمم المتحدة تنوي إرسال 20 مراقبا إلى شرقي حلب

وعلى الرغم مما يزعم أنه 'انتصار في حلب'، لا يزال النظام يواجه تحديات كبيرة، إذ ما زالت فصائل وجماعات مسلحة منها تنظيم 'داعش'، الذي يدعي النظام وحلفاؤه أنهم يحاربونه، تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في سورية.