ذكرت وسائل إعلام أن الولايات المتحدة "وافقت على مطالب روسيا في مسألة "التواجد الإيراني" في مهمة مراقبة "وقف اطلاق النار" في درعا والقنيطرة وجزء من السويداء في الجنوب السوري.

وأبرزت تقارير إسرائيلية، في سياق تناقلها للخبر، ما وصفته بـ "التراجع الأميركي" عن مطلب أن يبتعد أي تواجد لـ"مراقبين إيرانيين" عن حدود الأردن وإسرائيل مسافة 23 كيلومترا، ووافقت على المطلب الروسي بأن يتراوح في حدود 8 إلى 16 كليومترا فقط.

صحيفة "الشرق الأوسط" أوردت في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن إدارة ترامب "قدمت تنازلات إضافية" لموسكو خلال المحادثات العسكرية والدبلوماسية في عمّان قبل أيام، بخصوص "جنسية مراقبي تنفيذ هدنة الجنوب" وكذلك في مسألة "عمق ابتعاد القوات غير السورية"، في إشارة إلى ميليشيات إيران، من حدود الأردن، وخط فك الاشتباك في الجولان المحتل.

وبحسب التقرير، من المقرر عقد اجتماع ثلاثي "أميركي-روسي-أردني" لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل إضافية لاتفاق "هدنة الجنوب"، بما في ذلك شروط إعادة فتح معبر الحدود بين الأردن وسورية في منتصف أيلول/سبتمبر بالتزامن مع استضافة آستانة الاجتماع الثلاثي "الروسي-التركي-الأردني" لبحث مصير إدلب وتفاصيل أخرى على علاقة بمناطق "خفض التصعيد".

وفي التفاصيل، يشير تقرير "الشرق الأوسط" إلى ما اسماه "المرونة الأميركية" التي ظهرت في المباحثات الأخيرة في 3 نقاط، وهي:

أولا: "قبل الجانب الأميركي انتشار مراقبين روس في مناطق "هدنة الجنوب"، علما بأن موسكو أعلنت نيتها نشر ألف من الشرطة العسكرية الروسية (شيشان) في سورية وحددت نقاطا لها جنوب البلاد، خصوصاً في محافظتي درعا قرب الأردن، والقنيطرة في الجولان المحتل. لكن هذا الموقف أغضب بعض المسؤولين الأميركيين وحلفاءهم لـ"قناعتهم بضرورة وجود مراقبين محايدين وليسوا داعمين لدمشق وطهران". كما أعرب مسؤولون إسرائيليون أن وجود الروسي "سيقيد قدرتهم على شن غارات ضد أهداف في سورية".

ثانياً: "كانت واشنطن تعتقد أنها "نجحت في جر موسكو إلى قبول فقرة في اتفاق الهدنة نصت على عدم وجود مقاتلين غير سوريين ضمن مناطق الهدنة"، في إشارة إلى "حزب الله" و"حركة النجباء" اللذين تدعمهما إيران. واختلفت روسيا وأميركا والأردن على عمق انسحاب "المقاتلين غير السوريين"؛ بين موقف واشنطن بأن يكون 20 ميلاً، وموقف موسكو في أن يكون 10 أميال. غير أن الاجتماع الأخير، أدى إلى قبول الوفد الأميركي اقتراح روسيا بالابتعاد بخطوط متأرجحة من الأردن والجولان بحدود 10 أميال وقد تصل أحياناً إلى 5 أميال".

بناء عليه، تابعت الصحيفة ، جرى تشكيل الخلية الثلاثية في العاصمة الأردنية لمراقبة وقف النار. ولم يعرف ما إذا كان تنفيذ إعادة انتشار الميليشيات قد بدأ فعلاً، وما إذا كان يشمل تنظيمات سورية ومحلية تدعمها إيران، أم إنه يقتصر على غير السوريين، في وقت تحدثت فيه مصادر عن وجود "مكاتب إدارية ومدنية" لمجموعات غير سورية جنوب البلاد.

ثالثاً: "فتح معبر الحدود السورية - الأردنية بين مدينة درعا والرمثا. وقد استعجل الجانب الروسي إعادة التبادل التجاري "عربون ثقة" لدمشق بعد تعاونها في تنفيذ "هدنة الجنوب". لكن الجانبين الأميركي والأردني يتريثان إلى حين وفاء القوات النظامية بباقي الالتزامات، وتشمل السماح بمجالس محلية وبالانتعاش والتنفس وإيصال مساعدات إنسانية وعودة اللاجئين إلى ديارهم، إضافة إلى الاتفاق على حصص التبادل التجاري، والوجود الرمزي أو الحقيقي للنظام أو الجيش الروسي على الحدود وسط مخاوف أردنية من ظهور "أمراء حرب" في حال سمح لهم بالإفادة من العائدات التجارية"، على حد ما جاء في تقرير المصدر.

اقرأ/ي أيضًا | هل تبني روسيا مطارا عسكريا في الجنوب السوري؟