اتفقت قوى المعارضة السورية المجتمعة في الرياض، الجمعة، على إرسال وفد موحد إلى محادثات جنيف المقرر إقامتها الأسبوع المقبل برعاية الأمم المتحدة.

وجاء الاتفاق على إرسال وفد موحد في خضم حراك دولي تقوده روسيا بشكل رئيسي في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

وقالت عضو الائتلاف السوري المعارض، بسمة قضماني، في مؤتمر صحافي في ختام اليوم الثاني من محادثات قوى المعارضة في الرياض إن هذه القوى ستستكمل محادثاتها في الساعات المقبلة للخروج بهيئة تفاوضية موحدة تضم 50 شخصا يمثلون كل أطياف المعارضة.

وأوضحت "اتفقنا مع المنصتين، القاهرة وموسكو، على تشكيل وفد واحد للمشاركة في المفاوضات المباشرة في جنيف"، مضيفة "اتفقنا تقريبا على الأعداد والمكونات لكننا سنستكمل الجمعة التشكيلة النهائية لهذا الوفد".

ويشارك في اجتماع الرياض نحو 140 شخصا يتوزعون بين المعارضة الرئيسية الممثلة خصوصا بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبين ممثلين عن منصة القاهرة التي تضم مجموعة معارضين مستقلين، ومنصة موسكو القريبة من روسيا.

وذكرت قضماني أن الهيئة التفاوضية الموحدة تتألف من 50 شخصية تمثل كل أطياف المعارضة السورية، مؤكدة أن المعارضة تريد التفاوض بشكل مباشر.

وتُلي في المؤتمر الصحافي بيان ختامي مقتضب جاء فيه أن المجتمعين في الرياض أكدوا على ضرورة "خروج نظام بشار الأسد من الحكم"، إلا أن منصة موسكو "تحفظت على ذلك".

من جهته قال عضو الائتلاف المعارض، هشام مروة، لوكالة فرانس برس "كان هناك سابقا حديث عن قبول بالأسد بالمرحلة الانتقالية، ولكن نص البيان يتكلم عن عدم قبول هذا الأمر".

وتابع "لا توجد أي تنازلات، هذا الحديث جزء من حملة دعائية روج لها النظام".

وكان قد تزامن اجتماع الرياض مع قمة ثلاثية عقدت، الأربعاء، في مدينة سوتشي الروسية بحضور الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني أعلن في ختامها الاتفاق على عقد "مؤتمر وطني سوري" في سوتشي يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة.

يذكر أن روسيا وإيران حليفتا دمشق، وتركيا التي تدعم فصائل معارضة سورية، ترعى مفاوضات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة التي أتاحت إقامة أربع مناطق "خفض توتر" في إدلب وحمص والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك في الجنوب، ساعدت في تراجع العنف ميدانيا.

وكانت شخصيات معارضة بارزة استبقت انطلاق مؤتمر الرياض باعلان استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات، وفي مقدمها منسقها العام رياض حجاب الذي لم يحدد الأسباب المباشرة لاستقالته لكنه قال إنه بذل جهده "أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد".

ولم تُعط قضماني موقفا حاسما حول المشاركة في مؤتمر سوتشي.

وقالت "لم يحدد موعد له ولم تتضح لنا ملامحه ولا اهدافه ولا نعلم ما هي مرجعية هذا المؤتمر (...) نحن نجهز أنفسنا للذهاب الى جنيف".