قتل أكثر من 140 شخصا بينهم مدنيون إثر الاشتباكات المسلحة الدائرة بين قوات الأمن السورية وفلول نظام بشار الأسد المخلوع في مناطق الساحل؛ فيما أعلن عن تمديد حظر التجوال في طرطوس واللاذقية حتى صباح السبت.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

وقال الرئيس السوري، أحمد الشرع، في خطاب له مساء الجمعة "لقد سعى بعض فلول النظام الساقط لاختبار سورية الجديدة التي يجهلونها، وها هم اليوم يتعرفون عليها من جديد، فيرونها واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، إذا مست محافظة منها بشوكة تداعت لها سائر المحافظات لنصرتها وعزتها".

وأضاف مخاطبا فلول النظام "إنكم بفعلكم الشنيع بقتل من يحمي سورية ويسهر لخدمتها، واقتحام المشافي وترويع الآمنين، قد اعتديتم على كل السوريين، وإنكم بهذا قد اقترفتم ذنبا عظيما لا يغتفر، وقد جاءكم الرد الذي لا صبر لكم عليه، فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم قبل فوات الأوان".

وتابع الشرع "سنبقى نلاحق فلول النظام الساقط من أبى إلا أن يستمر في غيه وطغيانه، ومن ارتكب منهم الجرائم بحق الشعب ومن يسعى منهم إلى تقويض الأمن والسلم الأهلي، سنقدمهم إلى محكمة عادلة، وسنستمر بحصر السلاح بيد الدولة، ولن يبقى سلاح منفلت في سورية وسيحاسب حسابا شديدا كل من يتجاوز على المدنيين العزل ويأخذ أقوانا بجريرة أقوام".

وتشهد مناطق الساحل توترا أمنيا متزايدا في ظل الحملة العسكرية التي أطلقتها قوات وزارتي الدفاع والداخلية لملاحقة عناصر من جيش النظام السابق، وذلك عقب سلسلة من الكمائن والاعتداءات التي استهدفت عناصر أمنية.

ونقل "التلفزيون العربي" عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قولها إن حملات قوات الأمن تخللتها عمليات إعدام ميداني واسعة وانتهاكات خطيرة في محافظتي اللاذقية وطرطوس.

وأشارت إلى أنها رصدت مقتل أكثر من 50 مدنيا نتيجة إعدامات دون أي محاكمة، بالإضافة إلى مقتل نحو 125 مدنيا على يد قوات الأمن في أرياف اللاذقية وطرطوس وحماة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تعزيزات عسكرية مكثفة وصلت لدعم قوات الأمن، وانتشرت بشكل واسع في محافظتي اللاذقية وطرطوس بشكل أساسي، وأسفرت الاشتباكات المتبادلة عن مقتل 78 شخصا بينهم 37 عنصرا من وزارتي الدفاع والداخلية، و34 مسلحا من جيش النظام السابق، بالإضافة إلى 7 مدنيين، فيما أعدم 69 شخصا وسط معلومات عن المزيد من القتلى فضلا عن إصابة العشرات وفقدان آخرين وأسرى من الطرفين.

ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن وزارة الصحة قولها، إن "6 مستشفيات في ريفي اللاذقية وطرطوس تعرضت لاعتداءات وهجمات مباشرة من قبل فلول النظام البائد الليلة الماضية"، ما أدى إلى عدد من القتلى وإصابة آخرين، بالإضافة إلى وقوع أضرار في البنية التحتية.

وذكر مصدر بوزارة الدفاع، أن "قواتنا تمكنت من فك الحصار المفروض من قبل فلول النظام البائد على مقاتلينا بمحيط مدينة القرداحة، بعد اشتباكات عنيفة بالمنطقة"، مضيفا أن "فلول النظام البائد اتخذت من أبنية ومرتفعات مدينة القرداحة وكرا لها، وتقوم باستهداف قواتنا منها".

وتابع "ستقوم قواتنا بتنفيذ عمليات نوعية ودقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة".

وأعلنت السلطات السورية الجمعة تمديد حظر التجوال في محافظة طرطوس حتى الساعة العاشرة من صباح السبت، وفي محافظة اللاذقية حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم نفسه.

ودخلت قوات وزارتي الدفاع والداخلية مدينة القرداحة بريف اللاذقية، بعدما استقدمت تعزيزات عسكرية تضمنت دبابات ومصفحات، وذلك لملاحقة عناصر من جيش النظام المخلوع عقب سيطرتهم على عدة قرى وبلدات في الساحل السوري.

ويأتي هذا التحرك في إطار جهود قوات وزارتي الدفاع والداخلية لاحتواء التصعيد الأمني المتزايد في مناطق الساحل السوري، والتصدي للتهديدات التي تشكلها تلك العناصر.

وفرضت قوات الأمن سيطرتها على مدينة بانياس بعد انسحاب عناصر جيش النظام المخلوع منها، وشرعت بتمشيط محيط المدينة والطريق السريع باستخدام المدفعية الثقيلة والأسلحة الرشاشة، وسط معلومات عن استقدام تعزيزات بشكل مستمر إلى مناطق الساحل السوري.

وتتواصل الاشتباكات بين قوات الأمن وعناصر مسلحين من جيش النظام المخلوع التي لا تزال منتشرة في عدة بلدات وقرى في جبال الساحل السوري.