قال مصدر جزائري، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) طلبا من الجزائر مساعدة قوات التحالف في حصار نظام القذافي حتى إزاحته من الحكم، تتضمن تقديم تسهيلات لوجيستية في حال اندلاع حرب برية بين التحالف وقوات القذافي.

ونقلت صحيفة "الخبر" الواسعة الانتشار عن مصدر أمني جزائري كبير قوله إن القيادة العسكرية لحلف ''الناتو'' ووزارة الدفاع الأميركية شرعا في التحقيق حول أخطاء ارتكبت خلال الغارات الجوية على ليبيا، وزار عسكريون أميركيون الجزائر في هذا الإطار، بعد ورود تقارير عن سوء تقدير الموقف وقدرات القوات الموالية للقذافي قبل انطلاق العمليات العسكرية في ليبيا.

وأوضح المصدر أن دولا غربية طلبت من الدول المجاورة لليبيا من بينها الجزائر المساعدة في إحكام الحصار حول نظام القذافي وغلق الحدود أمام ممثليه ومسؤولي نظامه، وعدم السماح بمرور أي مواد ذات استغلال عسكري أو شبه عسكري وحتى سيارات الدفع الرباعي وقطع غيارها.

وقال إن دولا غربية قدمت عبر قنوات دبلوماسية قائمة بأسماء مسؤولين عسكريين وسياسيين في نظام القذافي على أنهم مشتبه فيهم بممارسة جرائم ضد الإنسانية، ومنهم أبناء القذافي ومقربوه وقادة عسكريون.

وتسعى دول غربية لإصدار قرار بحصار المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي، ويشمل الحصار منع التنقل برا مع دول الجوار لخنق القذافي تمهيدا لإزاحته من الحكم.

ولفت المصدر إلى أن لجانا أمنية وعسكرية من قيادة الناتو والقيادة العسكرية الأميركية في أوروبا تحقق في تقارير ومعلومات كاذبة سبقت التدخل العسكري في ليبيا، مشيرة إلى أن عسكريين وأمنيين جزائريين زاروا واشنطن قبل أيام بدعوة أميركية لإجراء مباحثات حول الوضع الأمني في شمال إفريقيا والساحل الإفريقي بعد اندلاع الحرب في ليبيا.

كما زار عسكريون من قيادة الجيش الأميركي في أوروبا الجزائر بعد ورود تقارير تشير إلى تأثير سوء تقدير للموقف الميداني في ليبيا على مسار العمليات العسكرية وتأثير ذلك على الوضع الأمني في الساحل الإفريقي.

وقد أجرى العسكريون الأميركيون مباحثات مع مسؤولي أجهزة الأمن والجيش الجزائريين في إطار تحقيق ميداني، تجريه وزارة الدفاع الأميركية حول تأثير الحرب في ليبيا على الوضع الأمني في الساحل وتأثير أي تدخل عسكري في ليبيا على زيادة نفوذ تنظيم القاعدة في ليبيا والساحل، وطلب العسكريون الأميركيون تسهيلات لوجيستية من الجزائر في حالة اندلاع الحرب البرية بين حلف الأطلسي وقوات القذافي، وأهم هذه التسهيلات المساعدة في إجلاء الجرحى والمصابين والسماح بتحليق طائرات النقل الثقيلة.
ورجحت الصحيفة أن تكون الجزائر رفضت تقديم مثل هذه التسهيلات للقوات الأطلسية.

وتتزامن الاتصالات العسكرية بين دول في شمال إفريقيا ودول أطلسية مع اتصالات سياسية تجريها المعارضة الليبية مع أطراف خليجية وغربية لحشد التأييد لعملية عسكرية برية كبرى ضد نظام القذافي.

ونقلت الصحيفة الجزائرية عن مصدر مطلع قوله إن قادة دول خليجية معروفين يدفعون نحو عملية عسكرية برية أطلسية أميركية في ليبيا، وتواجه مثل هذه العملية معارضة من العسكريين في وزارة الدفاع الأميركية بسبب الأعباء المفروضة على الجيش الأميركي.