هزت سلسلة انفجارات في وقت مبكر من فجر اليوم وسط العاصمة الليبية طرابلس في محيط باب العزيزية مقر العقيد معمر القذافي، بعد غارة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وقد بث التلفزيون الليبي صورا تظهر معمر القذافي في "اجتماع مع رؤساء قبائل"، في وقت قال فيه الثوار إنهم سيطروا على مطار مصراتة غربا، وسط أنباء عن معارك غير مسبوقة بينهم وبين الكتائب الأمنية داخل طرابلس.
 
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسلة لها في طرابلس قولها إن أربعة انفجارات قوية هزت وسط مدينة طرابلس، اثنان منها في محيط باب العزيزية مقر القذافي، مشيرة إلى أن طائرات لحلف شمال الأطلسي حلقت لأكثر من ساعتين في سماء العاصمة الليبية قبل إلقاء صواريخها التي لم تعرف أهدافها.
 
جاء ذلك بعد ساعات من بث التلفزيون الليبي ما قال إنه اجتماع للقذافي بزعماء قبليين في أحد فنادق العاصمة، لكنه لم يحدد تاريخ الاجتماع.
 
وأظهرت الصور القذافي يرتدي عباءة بنية ونظارة شمسية، وهو يستقبل قادة من قيل إنهم زعماء قبائل، قبل أن يعقد معهم محادثات وهم يجلسون حوله في نصف دائرة.
 
ولم يذكر التلفزيون تاريخ الصور، لكن مسؤولا ليبيا قال لوكالة الأنباء الفرنسية إنها التقطت أمس في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينتش
 
وإن صح هذا التاريخ، فهذا أول ظهور للقذافي منذ نهاية الشهر الماضي حين أعلنت السلطات مقتل أصغر أبنائه وثلاثة من أحفاده في غارة لحلف شمال الأطلسي اعتبرتها طرابلس محاولة اغتيال للعقيد.
 
وكانت طائرات الحلف جددت ظهر أمس الأربعاء قصف طرابلس، واستهدفت مواقع في منطقة تاجوراء شرقيّها، بعد ساعات فقط من غارات شنتها فجرا على المدينة.
 
وفي تطور نوعي، وقعت مواجهات بين الثوار والكتائب القذافي، استمرت ساعات في ضاحية سوق الجمعة في طرابلس، التي شهدت أيضا -حسب بيانات الثوار- انشقاق قطاعات من كتيبة أمنية تابعة للقذافي، وبعض منتسبي وزارة الداخلية.
 
وفي الشرق من طرابلس أعلن الثوار سيطرتهم على مطار مصراتة (أهم معاقل المعارضة في الغرب)، وعلى منطقة سوق التوانسة داخلها، وقالوا أيضا إنهم يحاصرون الكتائب في الكلية الحربية جنوبي المدينة. 
كما أعلنوا استيلاءهم على بلدة الزريق التي تبعد عن مصراتة بـ25 كلم.