تقرير: إسرائيل أرجأت هجومها على إيران إثر تسريب وثائق البنتاغون
ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن إسرائيل أرجأت ردها على إيران بسبب تسريب وثائق البنتاغون التي تفصل الاستعدادات لشن هجوم إسرائيلي على اهداف إيرانية. وبحسب التقرير الذي أوردته الصحيفة اليوم، الخميس، أثارت هذه التسريبات "إعادة تفكير" بين المسؤولين الإسرائيليين حول طبيعة الرد والأهداف المحتملة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وكشفت التسريبات، بحسب ما أوردت صحيفة "التايمز" عن خطط إسرائيل واستعداداتها المتقدمة للرد على وابل من نحو 200 صاروخ باليستي أُطلقت عليها في بداية الشهر الجاري، في هجوم جاء ردًا من طهران على الضربات الإسرائيلية ضد حلفائها في المنطقة، بما في ذلك اغتيال حسن نصر الله وإسماعيل هنية.
وقد نُشرت الوثيقة المسربة والمصنفة على أنها "سرية للغاية"، على قناة "تلغرام" موالية لإيران يوم الجمعة الماضي، ويبدو أنها تتضمن تقييما أميركيا للرد الإسرائيلي المتوقع، استنادًا إلى صور الأقمار الاصطناعية ومعلومات استخباراتية أخرى، بما في ذلك الاستعدادات في قواعد تابعة سلاح الجو الإسرائيلي.
كما تطرقت الوثيقة إلى نقل صواريخ من طراز "Golden Horizon" و"Rocks"، وهي صواريخ باليستية إسرائيلية تُطلق من الجو، يبدو أن إسرائيل تخطط في استخدامها في هجومها الذي تتوعد بأن يكون "قاسيا وقويا" على الهجوم الإيراني مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الثاني، والذي يعتبر الهجوم الإيراني الثاني على إسرائيلي خلال 6 أشهر.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الثلاثاء، أنه شرع بالتحقيق في تسريب وثيقتي مخابرات سريتين للغاية حول استعدادات إسرائيل للهجوم على إيران؛ وقال في بيان إنه "يحقق في التسريب المزعوم للوثيقتين السريتين ويعمل بشكل وثيق مع شركائنا في وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات".
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قد أشار إلى تسريب وثائق سرية حول الهجوم الإسرائيلي المتوقع في إيران، وقال إن "الرئيس جو بايدن شديد القلق إزاء هذا".
وتتضمن وثائق البنتاغون المسربة تفاصيل حول نقل ذخيرة وطائرات حربية بين قواعد سلاح الجو الإسرائيلي، وتدريبات أجراها سلاح الجو مؤخرا استعدادا للهجوم.
وبحسب تقارير صحافية، تتضمن الوثائق المسرّبة تحليلا أجرته الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية الأميركية، بشأن أنشطة يجريها الجيش الإسرائيلي تحضيرا للرد على الهجوم الصاروخي الإيراني.
ولم يتمّ ذكر أي أهداف محتملة للرد الإسرائيلي. ونشر الوثائق حساب "ميدل إيست سبكتايتور" (Middle East Spectator) عبر منصة "تلغرام".
وفي هذا السياق، حضّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في اجتماع ثنائي عقداه يوم الثلاثاء الماضي، على تحفيف حدة الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على إسرائيل مطلع الشهر الجاري.
جاء ذلك بحسب ما ذكرت القناة 13 الإسرائيلية نقلا عن "مسؤول إسرائيلي مطلع". ووفقا للتقرير، "نقل وزير الخارجية الأميركي رسالة تفيد بأن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل جعل الرد على إيران أكثر انضباطا"؛ فيما شدد المصدر على أن "إسرائيل هي من تدير المعركة"، في إشارة إلى أن واشنطن لا تملي على تل أبيب ما يجب القيام به.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن تل أبيب على أعتاب شن هجوم على إيران، وذلك على الرغم من الضغوط الأميركية بهذا الشأن، بحسب ما ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، مساء أمس الأربعاء. وفي هذا السياق، عُقدت مساء الثلاثاء، مداولات أمنية مكثفة في جلسة شهدت مشاركة محدودة برئاسة نتنياهو.
ومن المقرر أن يُعقد اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، يوم الأحد المقبل، لإجراء مزيد من المداولات حول الهجوم الإسرائيلي الوشيك على إيران؛ وفي وقت سابق اليوم، زار وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، قاعدة "حتسريم" الجوية، بهدف نقل رسالة مباشرة حول استعداد إسرائيل للهجوم.
وقال غالانت في حديثه مع الطيارين الحربيين إنه "بعد أن نهاجم في إيران سيدرك الجميع ما فعلتم في عملية الاستعداد والتدريب. وأي أحد حلم قبل سنة بالانتصار علينا وضربنا، دفع ثمنا باهظا ولم يعد موجودا في هذا الحلم"؛ وكان غالانت قد صرّح عقب اجتماعه مع بلينكن، الثلاثاء، بأن "وقوف واشنطن إلى جانبنا بعد هجومنا على إيران سيعزز الردع الإقليمي".