في إطار إصرار إسرائيل على الاستفراد بالفلسطينيين، وعدم إفساح المجال أمام التدخل الدولي، قاطعت إسرائيل جلسة مجلس الأمن، مساء أمس الإثنين، بادعاء أن "العملية السياسية هي مسألة تخص الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني فقط".

وفي ظل مقاطعة إسرائيل والولايات المتحدة، قال السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة، بان كي مون، في جلسة مجلس الأمن، مساء أمس الإثنين، إنه حان الوقت لكي تغير إسرائيل سياستها من الأساس بشأن المستوطنات وهدم البيوت وتقييد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية.

كما طالب بان كي مون بتكثيف النشاط الدبلوماسي من أجل التوصل إلى حل "دولتين لشعبين".

وقال بان في الجلسة التي خصصها مجلس الأمن للشرق الأوسط "إن الوقت قد حان لتجري إسرائيل تغييرات جذرية في سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما وعدت تكرارا من دون أن تفي بأي من وعودها".

وأضاف أن التحرك على الأرض فضلا عن الاستعداد الحقيقي للتفاوض حول جميع القضايا الأساسية بما فيها القدس والحدود وقضية اللاجئين على أساس الالتزامات الإسرائيلية الحالية، ستشكل اختبارا حقيقيا لالتزام إسرائيل بحل الدولتين.

ومن جهتها قالت مندوبة إسرائيل في الأمم المتحدة، غابرئيلا شيلو، إن إسرائيل قررت عدم المشاركة في الجلسة بسبب موقفها المبدئي، والذي بموجبه فإن "العملية السياسية تخص الطرفين فقط، وأنه لا مجال لتدخل مجلس الأمن في حل الصراع"، على حد قولها.

وادعت أن التوقيت الحالي غير مناسب لهذا النقاش، بادعاء أن إسرائيل تدرس مجددا سياستها تمهيدا لزيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة.

يشار إلى أنه كان من المفروض أن تكون الجلسة عادية، إلا أنها تحولت إلى جلسة خاصة بمشاركة وزراء خارجية بضغط من الدول الأعضاء تضمنت تصريحا رئاسيا، أكد فيه مجلس الأمن على دعمه لحل "دولتين لشعبين".

ونقل عن مصادر دبلوماسية أن روسيا عرقلت محاولات من جانب ليبيا وكوستاريكا في جعل التصريح الرئاسي مشتملا على إقامة لجنة تحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان قد عبر عن معارضة إسرائيل عقد هذه الجلسة، منذ 3 أسابيع، بيد أن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر سلطانوف، كان قد تعهد بألا تتحول الجلسة إلى منصة للهجوم على إسرائيل، وأنه لن يتم اتخاذ قرارات رسمية.

ومن جهتها فإن الولايات المتحدة قاطعت الجلسة أيضا بذريعة زيارة نتانياهو للبيت الأبيض خلال عدة أيام، ولم تشارك وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في الجلسة، التي عقدت في اليوم الذي انضمت فيها إسرائيل إلى الأمم المتحدة قبل 60 عاما.