فيما اتهم تقرير صادر عن الخارجية الإسرائيلية رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، بأنه يحرض ضد إسرائيل ويشجع اللاسامية، وصفت السفارة الإسرائيلية في أنقرة التقرير بأنه منعزل عن الواقع ويتضمن اتهامات خطيرة لا تتماشى مع الواقع.

ففيما وصف بأنه خلاف حاد نشب في وزارة الخارجية الإسرائيلية بخصوص العلاقات بين إسرائيل وتركيا، كتب دبلوماسيون إسرائيليون يعملون في السفارة الإسرائيلية في أنقرة، يوم أمس الأول، الأحد، أن "نتائج تقرير وزارة الخارجية منعزل عن الواقع"، وذلك ردا على التقرير الذي نشره ما يسمى بـ"المركز للدراسات السياسية" قبل عدة أيام.

وكانت "هآرتس" قد أشارت إلى التقرير يوم أمس، الثلاثاء، والذي وضع من قبل "دائرة التقييم الاستخباري" في وزارة الخارجية، بدون إجراء أية مشاورات مع الدبلوماسيين الإسرائيلية في السفارة الإسرائيلية في تركيا، وتم توزيعه على الطاقم الوزاري السباعي والممثليات الإسرائيلية في العالم.

وبحسب تقرير وزارة الخارجية فإن إهانة السفير التركي من قبل نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، داني أيالون، انتهت بنجاح، وأن تركيا قد فهمت الرسالة الإسرائيلية. كما ادعى التقرير أن رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، يحرض ضد إسرائيل ويشجع اللاسامية.

وفي المقابل، فإن السفارة الإسرائيلية قد بعثت برسالة، يوم أمس الأول، إلى وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، والمدير العام للخارجية يوسي غال، ورئيس "المركز للدراسات السياسية" نمرود بركان، وآخرين، تضمنت انتقادات حادة لتقرير الخارجية الإسرائيلية حول التفاصيل التي وردت فيه والنتائج التي تم التوصل إليها.

كما كتب السفير الإسرائيلي في أنقرة، غابي ليفي، أن التقرير يتضمن اتهامات خطيرة ضد تركيا لا تتماشى مع الحقائق، بل ومعزولة عن الواقع.

وبحسب السفارة الإسرائيلية فإنها تعارض الادعاء أن "أردوغان يحرض على اللاسامية". وبحسبها فإن "مصطلح اللاسامية في تركيا يختلف تماما عما هو في إسرائيل أو أوروبا.. لا يوجد في تركيا لاسامية مؤسسة"، وأن المصطلحات التي يستخدمها أردوغان في خطاباته، والتي ينظر إليها في إسرائيل على أنها لاسامية، هي العكس تماما بنظر الأتراك.

وتضمنت الرسالة أيضا أنه لا يمكن الجزم بأن أردوغان يسعى لاستعداء الشعب التركي ضد إسرائيل، كما جاء في تقرير الخارجية الإسرائيلية.

ولفتت السفارة الإسرائيلية في هذا السياق إلى أن أردوغان حافظ على علاقات وطيدة مع إسرائيل لسنوات طويلة، وأنه في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود أولمرت، والوساطة التركية لدى سورية، كانت العلاقات جيدة، كما أن حجم التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا وصل في العام 2008 إلى 3.5 مليارد دولار.