تتضح شيئا فشيئا معالم التسوية التي تعكف الولايات المتحدة وأوروبا على بلورتها للقضية الفلسطينية، وأوضح مصدر أوروبي أن المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل ستنطلق الشهر المقبل. ويتضح من المقترحات أنها تأخذ بعين الاعتبار الـ «لاءات» الإسرائيلية بشأن القدس وحق عودة اللاجئين، حيث ترجئ بحث هذين البندين إلى المرحلة الأخيرة. فيما تطمئن الفلسطينيين بتعهد أمريكي وأوربي بإعلان الاعتراف بدولة فلسطينية خلال سنتين.

ويتضح من المقترحات أن الحل المقترح سيعتمد إلى حد ما على ما جاء في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين في جامعة "بار إيلان" في منتصف حزيران يونيو الماضي. أي دول فلسطينية منزوعة السلاح، لا سيطرة لها على أجوائها ومعابرها، دون القدس ودون حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وكل ذلك بشروط أهمها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والإعلان عن نهاية الصراع ونهاية المطالب.

ويوضح مصدر أوروبي أنه نظرا لرفض السلطة الفلسطينية التفاوض حول دولة بحدود مؤقتة فإن الملف الأول الذي سيطرح على طاولة المفاوضات هو الحدود بين الضفة الغربية وإسرائيل. غير أن استثناء القدس من المفاوضات يعيدها إلى مربع الحدود المؤقتة.

ويوضح ر المصدر لصحيفة "هآرتس" أن المفاوضات ستبدأ على قاعدة الإعلان عن دولة فلسطينية خلال سنتين بشكل رسمي. ويتقاطع ذلك مع خطة رئيس الوزراء الفلسطيني التي تتحدث عن دولة فلسطينية خلال سنتين. ما يعني أن إعلان فياض جاء بتنسيق مع أطراف أوروبية وأمريكية. ولكن السؤال الذي يطرحه الفلسطينيون لماذا يصدر إعلان من هذا النوع عن فياض، وليس عن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وما هو السر في قيام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس بوصف فياض بأنه "بن غوريون فلسطين" خلال تعليقه على خطة فياض.

ويشير المصدر الأوروبي إلى أن اقتراح منسق السياسة للاتحاد الأوربي خافيير سولانا بأن تقوم الأمم المتحدة بضم فلسطين إليها بصفة عضو خلال سنتين، كان بالتنسيق مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

ويهدف الإعلان المسبق عن الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة في حدود تستند إلى خطوط الرابع من حزيران عام 1967 مع إمكانية تبادل مناطق، إلى إقناع السلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات حول حدود مؤقتة، الأمر الذي أعلن رئيسها محمود عباس رفضه مرارا وتكرارا.

ويكشف مصدر فلسطيني أن عباس ماض نحو هذه المفاوضات، ويوضح أنه قرر مؤخرا تعيين صائب عريقات، مسؤول المفاوضات في منظمة التحرير، رئيسا لطاقم المفاوضات الفلسطيني. ولم يستبعد أن يقوم أبو مازن بإجراء لقاءات موازية لاجتماعات طاقمي المفاوضات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.


ويقول المصدر أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحث قضية القدس واللاجئين في المراحل الأولى من المفاوضات ليس من شأنه أن يعيق الإعلان عن دولة فلسطينية مستقلة(أي بدون القدس وبدون حق العودة). وبالمقابل يقترح القائمون على اقتراح الحل أن لا يشكل مطلب نتنياهو الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وخطوات التطبيع من قبل العالم العربي شروطا للاعتراف المسبق بفلسطين.