يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى انتهاز الأيام التي تبقت له في منصبه لإغلاق ملف الأسير الإسرائيلي، وأوفد مساء أمس، المبعوث الخاص عوفر ديكيل، ورئيس جهاز الأمن العام، يوفال ديسكين إلى القاهرة لاستكمال المباحثات مع حركة حماس بوساطة مصرية حول ملف تبادل الأسير الإسرائيلي بأسرى فلسطينيين. وستعقد الحكومة الإسرائيلية جلسة خاصة صباح يوم الأثنين لبحث ما توصل إليه الموفدان في القاهرة، واتخذت هذه الخطوة بالتنسيق مع رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو.

وقال أولمرت في كلمته الافتتاحية لجلسة الحكومة الأسبوعية إنه أجرى في نهاية الأسبوع سلسلة مداولات حول الصفقة التي تتبلور لإطلاق سراح الجندي المختطف غلعاد شاليط. "لحظة الحسم تقترب وسنتخذ يوم غد القرار كيف سنستمر".

وأشار أولمرت إلى أن «رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" يوفال ديسكين، والمبعوث الخاص لشؤون الأسرى عوفر ديكيل يتواجدان في القاهرة لمواصلة المباحثات لاستعادة شاليط». وقال «إذا تم التوصل إلى اتفاق ستعقد يوم غد جلسة للحكومة للمصادقة عليه، وإذا لم يحصل تقدم، سيبلغ الوزراء بالتفاصيل تمهيدا لانتقال الملف إلى الحكومة المقبلة».

وقد تكون جهود أولمرت هي المحاولة الأخيرة لإنهاء هذا الملف قبل انتهاء ولايته، وعلى إثر هذه التطورات رجحت مصادر إسرائيلية أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية لبعض مطالب حماس، إلا أنها في الوقت ذاته تسعى إلى الضغط عليها لتقديم تنازلات في الصفقة من خلال التلويح بأن الحكومة المقبلة برئاسة نتنياهو ستكون متشددة أكثر في التعاطي مع هذا الملف.

وذكرت صحيفة هآرتس أن أولمرت اجتمع مع الموفدين نهاية الأسبوع الماضي ومنحهما مجالا أوسع للمناورة في المفاوضات حول قائمة الأسرى الفلسطينيين وحول وظروف إطلاق سراحهم.

وسيلتقي ديسكين وديكيل مع المسؤولين المصريين اليوم، ومن المتوقع أن ينهيا مباحثاتهما مساء اليوم الأحد، وستعرض نتائج مباحثاتهما على الحكومة صباح الاثنين في جلسة خاصة تعقد لهذا الغرض، يومين قبل الموعد المتوقع لعرض حكومة نتنياهو على الكنيست، الأربعاء.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر مصرية، أن إسرائيل وافقت على قائمة حماس التي تضم 450 أسيرا، في مقابل إطلاق سراح الأسير الإسرائيلية غلعاد شاليط، إلا أن الخلاف يتمحور حول طلب إسرائيل بإبعاد قسم منهم إلى الخارج، وخروج قسم من أسرى الضفة الغربية إلى غزة، وهذا ما تعترض عليه حركة حماس والفصائل الآسرة للجندي.

وكشفت مصادر إسرائيلية أن ديسكين كان قد شارك في مباحثات الأسبوع الماضي في القاهرة. وقال مصدر إسرائيلي إن «ثمة حاجة في التوصل إلى اتفاق يحظى أيضا على موافقة جهاز الأمن العام، لذلك انضم ديسكين للمفاوضات".

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤول سياسي رفيع أن المباحثات التي أجراها ديكيل في الأيام الأخيرة لم تحرز تقدما إلا أن الاتصالات متواصلة.

وقال مكتب أولمرت في بيان ان رئيس المخابرات العامة يوفال ديسكين والمبعوث الخاص عوفير ديكيل سيجريان محادثات في مصر حتى مساء الاحد قبل أن يقدما تقريرا قبل اجتماع خاص لمجلس الوزراء يوم الاثنين. وأضاف البيان "سيجتمع ديسكين وديكيل مع مسؤولين مصريين كبار.. سيبحثان ما اذا كان من المحتمل تسهيل الافراج عنه." وقال أولمرت انه يقوم بمحاولة أخيرة للافراج عن شليط قبل أن يشكل المكلف بتشكيل الحكومة بنيامين نتنياهو حكومة جديدة ربما في الاسبوع القادم على أقرب تقدير. واضاف البيان أن أولمرت أطلع نتنياهو على التطورات. واستبعد أولمرت الدخول في وقف إطلاق النار الذي اقترحته مصر في غزة وفتح المعابر الحدودية مع القطاع بشكل كامل قبل الإفراج عن شليط.

وفي غضون ذلك، ما زالت عائلة الأسير الإسرائيلي، غلعاد شاليط تنظم حملة احتجاج، وتقيم خيمة اعتصام قبالة المسكن الرسمي لرئيس الوزراء إيهود أولمرت للضغط على الحكومة ودفعها للتحرك لإطلاق سراح شاليط، يزورها يوميا سياسيون ومسؤولون في الحكومة وعائلات جنود ثكلى.
من جانبها أكدت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أن التصريحات التى تتناقلها وسائل الاعلام عن موافقة اسرائيل على شروط حماس بشان الجندي الاسير جلعاد شاليط دليل على نجاح كبير لفصائل المقاومة وفشل اسرائيل انهاء هذه الصفقة بالطرق العسكرية .

وقال ابو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في تصريح لموقع القسام " إن هذه الصفقة هي مسالة إنسانية يجب إنهاؤها بالالتزام بشروط الفصائل موضحا انه كان بامكان اسرائيل إنهاء هذا الملف منذ الأيام الأولى للعملية لو وافقت على شروط الفصائل .

واوضح أبو عبيدة:" ان حركة حماس لم تبلغ حتى الآن رسميا بموافقة اسرائيل على الإفراج عن 450 مقابل شاليط من قبل الوسيط المصري ولم نبلغ رسميا أن الاحتلال قد وافق على الشروط كاملة غير منقوصة ".

وأشار ابو عبيدة إلى أن الاحتلال يشترط في بعض الأسرى الفلسطينيين الإبعاد وليس العودة الى ارض فلسطين بمعنى الإبعاد خارج فلسطين وهذا ما رفضناه، أما حتى الآن لا نستطيع أن نتحدث عن حراك جديد وفعلي ينهي الصفقة سريعا جدا ونحن لم نبلغ عن قبول العدو الصهيوني بالشروط كاملة".

وعن المطالب الاسرائيلية المتكررة من حماس بتليين مواقفها اتجاه صفقة الأسرى قال ابو عبيدة :" لا مجال أمامنا لتليين المواقف، فنحن قلنا منذ البداية ان هذه الشروط شروط نهائية ولا مجال فيها للتراجع لأنها تتعلق بحياة أسرى ربما هذه تكون الفرصة الحقيقية الأولى لإخراجهم من الأسر وخاصة أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات، وبالتالي لن نتنازل عن شيء من شروطنا مقابل الإفراج عن شاليط