أولمرت يدعو لمفاوضات مباشرة مع سوريا ويدير صراعا داخليا للبقاء
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود اولمرت، الخميس، إلى بدء مفاوضات مباشرة مع سوريا في القريب العاجل بعد أن انتهت جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة التي تجري بوساطة تركية بالاتفاق على الاجتماع مرة أخرى. ويسعى أولمرت الذي تلاحقه قضية فساد قد تطيح به إلى تعزيز موقفه بإنجاز سياسي. إلا أن المراقبين الإسرائيليين يقللون من جديته، ومن شرعية قيامه بإبرام اتفاقات وهو على عتبة الإطاحة به، واعتبروا أن المباحثات مع سوريا تندرج في إطار صراعه على البقاء.
وكشفت مصدر إسرائيلي ان أولمرت سيعمل على إدارة الصراع من أجل البقاء في منصبه بثلاثة مسارات، وفقا لتوصيات مستشارين إعلاميين. الأول بث أجواء من الانفراج السياسي، والحديث عن تقدم في المفاوضات على المسارين السوري والفلسطيني. والثاني العمل على حشد تأييد داخل الحزب للالتفاف على الاتفاق مع حزب العمل. والأخير اختلاق الأزمات، لأنها من شأنها إرجاء الحديث عن الإطاحة به.
وقال اولمرت في كلمة ألقاها في مؤتمر اقتصادي عقد في مدينة ايلات: " نحن نتباحث مع السوريين بجدية وبتقديري انه سيتعين في القريب العاجل ان تكون المفاوضات مباشرة. لن يكون ممكنا الاستمرار فيها بالشكل الذي تجرى به حاليا."
وأعتبر أولمرت أن «المشكلات أقل تعقيدا مما تبدو عليه». وأضاف قائلا: " توقيع اتفاق سلام مع سوريا سيكون له نتائج واسعة النطاق في إسرائيل والمنطقة".وتابع أولمرت "أعتقد أن المغزى الاستراتيجي لمثل هذه الخطوة لا يمكن اغفاله." وأضاف أن إحلال السلام مع سوريا «ربما يتطلب تقديم تنازلات صعبة».
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر بالحكومة التركية قوله إن جولة المحادثات الثالثة بدأت بين الجانبين في اسطنبول يوم الثلاثاء واختتمت يوم الخميس بالتوصل الى اتفاق بعقد جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة في تركيا في اواخر يوليو تموز.
وقال المصدر ان الجانبين سيقرران في تلك الجولة ما اذا كانا سيتحولان لإجراء محادثات مباشرة تبدأ في اغسطس اب وهو الموعد المقرر للجولتين الخامسة والسادسة. ووصف بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية المحادثات وهي الاولى منذ ثمانية اعوام بأنها كانت بناءة. وقال المصدر الحكومي ان المفاوضين بدأوا في مناقشة "قضايا اساسية".
وقد عاد من تركيا، يوم أمس الأول، الخميس، مستشارا أولمرت، "يورام طوريوفيتش" و"شالوم ترجمان" بعد انتهاء جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة مع نظرائهم السوريين، بوساطة ديبلوماسيين أتراك. ووصف مكتب رئيس الحكومة جولة المباحثات بأنها كانت إيجابية، وأوضح أن جولة مفاوضات أخرى ستجرى خلال شهر آب/ أغسطس المقبل. ولم ترشح تفاصيل عما دار في المباحثات والنقاط التي أثيرت.
وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان صرح الأربعاء بأن المباحثات المباشرة منوطة بتقدم جولة المفاوضات الحالية. وقال إن «التقدم في المفاوضات قد يوفر يؤسس لمفاوضات المباشرة».
وأوضح باباجان أن «الطرفين لا يلتقيان» خلال المحادثات التي تجرى بواسطة دبلوماسيين أتراك. وأعرب عن اعتقاده بأن «مثل هذه العملية يمكن أن تمضي قدما طالما أن الطرفين مصممان على التوصل إلى تسوية».