بعد ثلاثة أسابيع من السجن في بيروت، أطلق سراح الإسرائيلي دانييل شارون من الاعتقال. وتحدث مع موقع "يديعوت أحرونوت" على الشبكة عن الاعتقال والتحقيق في زنازين الجيش اللبناني والتقائه بأسرى لبنانيين وإطلاق سراحه. كما تعهد في حديثه بعدم دخول لبنان وعدد من الدول العربية ثانية.

وكان شارون قد اعتقل في العشرين من الشهر الماضي، أيلول/سبتمبر، في بيروت بشبهة تورطه في جريمة قتل. وتبين للبنانيين خلال التحقيق معه أنه مواطن إسرائيلي.

وفي حديثه مع الصحيفة من غرفته في فندق في فرانكفورت في ألمانيا، التي وصلها قادما من بيروت، قال إنه اتهم بالتجسس لصالح الموساد، وأن الأيام الستة الأولى من التحقيق كانت صعبة. وقال "ليس من السهل أن يكون المرء في سجن استخبارات عسكرية، فقد كانت التحقيقات صعبة". وأضاف إنه تعرض للشبح مرتين من قبل محقق عرف نفسه كأحد عناصر حزب الله.

وتابع أن المحققين بحثوا ضمن أغراضه عن أشياء تربطه بإسرائيل، وذلك من أجل إثبات العلاقة بينه وبين الموساد. وأنهم فحصوا إذا ما كان بعض ثيابه من إسرائيل، لأنه يمنع وصولها إلى لبنان، ولكن لم يكن.

في الأيام الأولى في المعتقل اعتقد أنه سيمكث في السجن لسنوات طويلة، على اعتبار أنه سيتهم بجريمة قتل. ويضيف أنه في الأيام الأولى اتهم بأنه على علاقة بالموساد، إلا أنه ادعى أنه لو كان كذلك لما وصل بهذا الاسم إلى لبنان.

وتابع المصدر نفسه أنه بعد أن أدرك المحققون أنه ليس مبعوثا من قبل الموساد، وخاصة بعد أن قال إنه لم يخف اسمه الإسرائيلي، حاول المحققون اتهامه بأنه على علاقة بالمخابرات الأردنية، ثم اتهم بأنه كان على معرفة بالقتيل الذي راح ضحية الجريمة، ثم قيل له إنه سيجلس في السجن لمدة 2-4 أسابيع بتهمة إقامة علاقات مثلية.

ويضيف للصحيفة إنه لم يحاول إخفاء هويته الإسرائيلية في كل مراحل التحقيق، وأنه قال للمحققين بأنه "جزء من العالم العربي، وأنه يعمل في دبي منذ أربع سنوات ونصف". ويضيف أن اللبنانيين "أرادوا أن يعرفوا كيف دخل إلى لبنان بهذا الاسم. وفي الواقع من السهل الدخول إلى دول عربية لأنهم لا يفحصون جيدا في الرقابة الحدودية".

وبعد أسبوع من المكوث في زنازين المخابرات، سمح له بمقابلة محامية من السفارة الألمانية في بيروت. ويقول: "قال لي المحققون أنه بإمكاني الحديث مع السفارة الألمانية- ونظموا لي لقاء مع محامية. وفي اللقاء رأيت النور للمرة الأولى منذ أسبوع. بعد 7 أيام من التحقيق بدأ الأمر يصبح كلعبة- بدأت أضحك مع المحققين، وعندها أدركت أنني لن أمكث هنا لمدة طويلة".

ويتابع أنه حصلت أمور في سجن بيروت لن ينساها أبدا، حيث مكث في سجن تحت الأرض لدى المخابرات العسكرية. ويضف أنه التقى هناك بفتية من مخيم نهر البارد كانوا يتعرضون للتعذيب.

وبحسب شارون فقد دخل لبنان 12 مرة. وبحسبه فقد امتنع من الدخول إلى المناطق التي تخضع لسيطرة حزب الله.

وعن سهولة دخول إسرائيلي يملك جواز سفر أجنبي إلى لبنان، يقول: "بإمكان الإسرائيلي دخول لبنان بجواز سفر أجنبي. لم يسألوني إذا ما كنت قد خدمت في الجيش الإسرائيلي. أنا ضد السياسة الإسرائيلية وضد الاحتلال. لقد هربت من الخدمة العسكرية والانتفاضة الثانية في أوجها، وسجنت بسبب ذلك".

ويضيف أنه سيصل البلاد بعد أسبوعين، في زيارة عادية لعائلته، ومتابعة مصالحه.