قررت الولايات المتحدة وإسرائيل التلويح بمقاطعة مؤتمر ديربان الثاني لمناهضة العنصرية الذي سيعقد في النصف الأول من العام المقبل، والعمل على الضغط على دول أخرى لمقاطعة المؤتمر إذا لم يحصلا على تعهدات بأن لا ينتقد الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وكان مؤتمر ديربان الأول فد عقد عام 2001 برعاية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبمبادرة جنوب أفريقيا ووجه المتحدثون فيه انتقادات شديدة للممارسات والسياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة ووصفوا إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري "أبرتهايد"، والحركة الصهيونية بأنها عنصرية. كما وصف المؤتمر الاستيطان الإسرائيلي بأنه تطهير عرقي وأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين. مما حدا بالممثلين الإسرائيليين والأمريكيين إلى الانسحاب من المؤتمر قبل اختتام أعماله بأربعة أيام.

ومن المتوقع أن تصدر الولايات المتحدة بعد المشاورات مع إسرائيل بيانا تعلن فيه عن مقاطعة المؤتمر.
وكانت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني قد أعلنت قبل نحو شهر أن إسرائيل ستقاطع المؤتمر. وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لصحيفة هآرتس أن القرار اتخذ بعد جولة مباحثات مشتركة بين مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية ومسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية وأن الموضوع بحث أيضا في لقاء رايس وليفني.

واتفق الطرفان على اشتراط مشاركتهما بالحصول على ضمانات بأن لا تتعرض إسرائيل لانتقادات أو إدانة، وأن يتم إعادة النظر في قرار المقاطعة إذا ما حصلتا على تلك الضمانات.

يشار إلى أن كندا أعلنت عن مقاطعتها للمؤتمر وتدأب الدبلوماسية الإسرائيلية على إقناع دول أخرى بإعلان المقاطعة واشتراط مشاركتها بعدم التعرض لإسرائيل. وكانت مجموعة سياسيين أمريكيين سابقين قد نشرت يوم الأربعاء الماضي بيانا في عدد من الصحف الأمريكية يدعو الإدارة الأمريكية إلى مقاطعة مؤتمر ديربان .

هذا ونظمت جنوب أفريقيا في شهر فبراير/ شباط الماضي أسبوع مناهضة العنصرية الإسرائيلية الرابع وشمل 25 دولة وتضمّن أنشطة ثقافية ومحاضرات وعرضاً لأفلام وثائقية وتظاهرات، تهدف إلى رفع الوعي بشأن سياسات إسرائيل العنصرية حيال الفلسطينيين، ولحشد الدعم من أجل إطلاق حملة مقاطعة عالمية ضد الدولة العبرية، وتعريتها وفرض العقوبات عليها. وكان المفكر الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة قد افتتح فعاليات هذا الأسبوع بكلمة ألقى فيها الضوء على سياسات إسرائيل وممارساتها العنصرية ضد الفلسطينيين.