ارتفاع حدة التوتر: إسرائيل ترفض استقبال وزير الخارجية التركي بسبب نيته زيارة غزة
رفضت الخارجية الإسرائيلية طلبا من وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، بدخول قطاع غزة خلال زيارته المتوقعة لإسرائيل للمشاركة في مؤتمر سياسي ينظمه للسنة الثانية الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس. ويزيد ذلك من حدة التوتر بين إسرائيل وتركيا التي بدأت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة وبلغت ذروتها في مؤتمر دافوس الاقتصادي حيث وجه الرئيس التركي انتقادات حادة لإسرائيل واتهمها بارتكاب جرائم حرب، وانسحب غاضبا من الجلسة.
وقد دعي الوزير التركي الذي تسلم منصبه قبل شهور إلى المؤتمر الذي ينظم تحت عنوان "نتطلع إلى الغد" بين 20-22 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إلا أن البروفيسور أوغلو الذي تولى منصبه مؤخرا ، يسعى إلى أن يكون لبلاده دور إقليمي مرموق طلب الدخول إلى قطاع غزة للاجتماع مع المسؤولين الفلسطينيين.
وتتسم العلاقات التركية الإسرائيلية بالجمود، ولم يعقد أي لقاء سياسي على مستوى رفيع بين الطرفين منذ العدوان على غزة ومنذ انتقادات الرئيس التركي اللاذعة التي أربكت المسؤولين الإسرائيلين من شدتها.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إنه قبل نحو شهر توجه مدير عام وزارة الخارجية التركية إلى نظيره الإسرائيلي، يوسي غال، واقترح إجراء زيارة لإسرائيل يقوم من خلالها زيارة غزة. فأعرب المسؤول الإسرائيلي عن تحفظه من زيارة غزة.
وبعد عدة أسابيع حاول الأتراك مجددا طرح الموضوع على الجانب الإسرائيلي حيث اجتمع السفير التركي في إسرائيل ناميك طان مع غال وقال له إن وزير الخارجية التركي أحمد أوغلو تلقى دعوة للمشاركة في «مؤتمر الرئيس» الذي سيعقد في أكتوبر/ تشرين الثاني المقبل ويدرس الرد بالإيجاب ولكنه معني أيضا بزيارة غزة خلال الزيارة.
وبعد مشاورات في وزارة الخارجية الإسرائيلية تقرر رفض طلب الوزير التركي.
وقال المسؤولون في الخارجية: إذا كانت زيارة غزة شرط الوزير لزيارة لإسرائيل فينبغي رفض طلبه. وأضافوا أن «موقف تركيا خلال حملة "الرصاص المصبوب" لا يشجعنا على الموافقة على الطلب».
ورد غال على الأتراك بالقول إن «ثمة أماكن أخرى يمكن الدخول منها إلى غزة ويمكن القيام بذلك من هناك وليس من إسرائيل». وقصد المسؤول الإسرائيلي إمكانية دخول الوزير التركي عن طريق مصر. إلا ان تقديرات الخارجية الإسرائيلية تفيد بأن المصريين لن يتحمسوا للسماح للوزير التركي بدخول قطاع غزة.
وذكرت صحيفة هآرتس، أنه خلال مداولات الخارجية في طلب تركيا أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن خشيتهم من أن تتحول زيارة أوغلو إلى قطاع غزة إلى حدث إعلامي بالنسبة لحماس، وأن يقوموا بإجراء جولة له إلى أنقاض المباني المدمرة التي قصفتها إسرائيل ويضطر إلى الإدلاء بتصريحات معادية لإسرائيل مما يفاقم الأزمة والتوتر بين إسرائيل وتركيا.
ونقلت "هآرتس" عن مدير قسم الإعلام الإسرائيلي في وزارة الخارجية، يوسي ليفي، قوله إن الوزير التركي هو ضيف مرحب به دائما، ولكن الأتراك اشترطوا الزيارة بالسماح لهم بالدخول إلى قطاع غزة. فأبلغنا الأتراك بأنهم مدعوون في أي وقت إلى إسرائيل وهم مرحب بهم، ويمكنهم لقاء الفلسطينيين في رام الله وليس في غزة معقل حماس.