اثبت التشريح الطبي الذي اجري في معهد الطب الشرعي في اسرائيل (ابو كبير)، بأن المصور الصحفي البريطاني، جيمس ميلر، الذي قتل في رفح، الاسبوع الماضي، قتل بنيران الجيش الاسرائيلي وليس بنيران الفلسطينيين، كما ادعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي.

وتبين من التشريح الطبي، الذي تم بحضور جراح بريطاني ارسلته عائلة المصور، ان ميلر اصيب بنيران سلاح "ام 16"، في الجهة الأمامية من جسده، وليس في المؤخرة، ما يؤكد ان الرصاصة التي استقرت في عنقه وقتلته اطلقت من جهة الجيش الاسرائيلي.

وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي قد قتلت ميلر في نهاية الاسبوع الماضي عندما كان يقوم بتصوير عملية توغل لدبابات الاحتلال في مدينة رفح، ليلة الثالث من أيار الجاري.

وكان ميلر (29عاماً) يعمل في مؤسسة "H.P.O" للخدمات الإعلامية في رفح جنوب قطاع غزة.

واكدت مصادر فلسطينية ان ميلر وإحدى زميلاته، وتدعى "ثائرة" ، إضافة الى مواطن فلسطيني كان برفقتهم الى حي السلام في المدينة ،لتصوير عملية هدم منزل هناك ، الا انهم تعرضوا لنيران قوات الاحتلال ،مما أسفر عن أصابته بجراح خطيرة.

واوضح الشهود ان ميلر كان يرتدي قميصا يشير الى انه صحفي ، الا ان هذا لم يمنع الجنود من استهدافه بصورة متعمدة .

وحسب المصادر الفلسطينية كان ميلر يعد فيلما وثائقيا طويلا حول الأوضاع المزرية التي تعيشها مدينة رفح منذ بداية الانتفاضة ،وكان يقيم في المدينة منذ أسبوعين .

وقال الدكتور معاوية حسنين مدير عام الاستقبال والطوارئ في مستشفى الشفاء في مدينة غزة، أن الصحفي البريطاني أصيب بطلق ناري في الرقبة، حيث حاولت سيارة إسعاف فلسطينية إنقاذه ،الا ان إحدى الدبابات اختطفته

وكانت ناشطة السلام الامريكية ريتشل كورى قد قتلت على يد جيش الاحتلال قبل اكثر من شهر ، فيما أصيب ناشط سلام بريطاني، " تواماس هورندال "، الذى ما زال يرقد فى احد المستشفيات الاسرائيلية فى حالة موت سريرى، بعد اصابته في رأسه .

يذكر ان ميلر هو الصحفي العاشر الذي يسقط برصاص الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية ،والصحفي الأجنبي الثاني الذي يقتل برصاص الاحتلال ،حيث كان صحفي إيطالي يدعي ميكائيلو تشيريلو قد قتل برصاص الاحتلال في شهر نيسان من العام الماضي ،خلال اجتياح دبابات الاحتلال لمدينة رام الله .