قال النائب واصل طه أثناء تقديمة إقتراحاً عاجلاً على جدول أعمال الكنيست، أن إطلاق الرصاص المطاطي على المتظاهر الفلسطيني مكتوف اليدين وعن بعد متر واحد (قرب الجدار الفصل العنصري في قرية نعلين)، ليس الحادث الاول، بل سبقه الكثير من الحوادث المماثلة، كان أبرزها ما حدث للفلسطينيين عندما تم أطلاق النار الحي عليهم وقتلهم – مقيدين- في حادثة الباص 300 الشهيرة، ويومها أجري التحقيق ولم يعاقب أحد.

وأضاف أن مثل هذه الجرائم تظهر فقط عندما يتم تصويرها وفضحها، وأن الإحتلال هو الدفيئة لمثل هذه الأعمال وهذا العنف، وأن الحل ليس فقط في إجراء تحقيق من خارج الجيش ومعاقبة الجندي والضابط بل بإنهاء الإحتلال كلياً، وهؤلاء الجنود ليسوا حالة شاذة بل هم أبناء هؤلاء هذه المؤسسة العسكرية.

وفي رده قال نائب الوزير متان فلنئي، إن الجيش قام بالتحقيق قبل نشر الصور، وأنه يستنكر هذه الحادثة، ووجه كلامه للنائب طه قائلاً: إن نائب رئيس الشاباك أثناء حادثة الباص 300 قد أطيح به. معارضاً بشدة أن يتم التحقيق من خارج الجيش.

يذكر أنه تم منح العفو لمنفذي القتل في حادث الباص 300 ولم يقدم نائب رئيس الشاباك للمحاكمة. وفي سياق متصل، قامت قوات الاحتلال، ظهر اليوم الأربعاء، باعتقال جمال حسين علي عميرة، والد الفتاة سلام التي صوت شريط إطلاق النار على المعتقل الفلسطيني، اثناء تواجده في أرضه قريبا من منطقة الجدار حيث تعمل الجرافات الإسرائيلية.

يذكر ان ضابطا في جيش الاحتلال كان قد توعد السيد جمال وأسرته في مشادات كلامية قبل أيام، وقد زاد حقد الجيش عليه وعلى أسرته بعد كشفهم عن التصوير الذي يكشف الضابط الإسرائيلي وهو يأمر الجندي باطلاق النار على المعتقل أشرف أبو رحمة في السابع من تموز من هذا الشهر، خلال قيامه بالتضامن مع أهالي نعلين اثناء منع التجول عليهم في تلك الفترة.

وقد لاقى هذا المشهد الإجرامي البشع ردودا عالمية من قبل منظمات لحقوق الإنسان محلية وعالمية، بالإضافة إلى الصدى الإعلامي، مما دفع ذلك الضابط وجنوده إلى الانتقام من عائلة سلام.

هذا وقد ادانت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين اعتقال السيد جمال عميرة، وطالبت باعتقال الضابط وجنوده الذين قاموا بهذا اللعمل اللإنساني الوحشي من اطلاق النار على المواطنين الابرياء العزل وخصوصا وهم معتقلون ومقيدو الأيدي ومعصبو العيون.
وفي السياق ذاته قال د.حنا سويد، في خطابه امام الهيئة العامة للكنيست إن حادث إطلاق النار على المواطن الفلسطيني المكبل اليدين ومغمض العينين بأمر من الضابط في أحد حواجز الاحتلال في قرية نعلين، هو حادث يجب أن يحرك ضمير كل من يملك ذرة من الإنسانية، والعمل على وقفه ومحاربته.

وأكد سويد أنه يجب عدم الاكتفاء بالتحقيق الذي يجريه الجيش في مثل هذه الأحداث، وإنما يجب معالجة الأمر جذريا، لأن هنالك العديد من الحالات التي تحدث يوميا ولكنها لا تحظى بأي تحقيق أو نشر إعلامي.

وأضاف سويد أنه لطالما دام الاحتلال ستزداد جرائم التعذيب والتنكيل والانفلات الاخلاقي، وهذا يؤثر سلبا على مجرى الحياة العامة في إسرائيل، والدليل ازدياد وتيرة العنف في المجتمع الإسرائيلي، فالجندي الذي يطلق الرصاص بدم بارد على المواطنين العزل لا يأبه بان يقوم بشيء مماثل داخل المجتمع الاسرائيلي.