في إطار التسهيل على الإدارة الأمريكية بشأن مطالبة الدول العربية بتسريع عملية التطبيع مع إسرائيل، واستمرار العمل بموجب خارطة الطريق، طالبت الإدارة الأمريكية إسرائيل بالقيام ببوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين، وخاصة في مجال إزالة الحواجز في الضفة الغربية، وفتح معابر قطاع غزة. ويأتي ذلك مقابل إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلية على مواقفه بشان الاستيطان، وبشأن رفضه لحل "دولتين لشعبين.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، الذي ينهي اليوم الأربعاء زيارته إلى الولايات المتحدة، قد اتفق مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على إقامة طواقم عمل مشتركة للتباحث بشأن إيران والمستوطنات والتطبيع. وأضافت أن الإدارة الأمريكية معنية ببلورة خطة للتقدم في مجال إخلاء البؤر الاستيطانية وتجميد الاستيطان، وفتح المعابر إلى قطاع غزة وإزالة الحواجز في الضفة الغربية.

وتابعت الصحيفة نقلا عن مصدر أمريكي أن الإدارة الأمريكية معنية بأن تقوم إسرائيل ببوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالإضافة إلى معابر قطاع غزة، وذلك في الأسابيع القريبة، وأنه من المفضل أن يتم ذلك قبل خطاب أوباما في القاهرة في الرابع من حزيران/ يونيو القادم. وبحسب المصدر نفسه فإن بوادر حسن النية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين سوف تسهل على الإدارة الأمريكية في توجهها نحو الدول العربية من أجل الدفع بعملية التطبيع مع إسرائيل.

وجاء أن السعودية تضغط على الإدارة الأمريكية من أجل عرض خطة مفصلة لتسوية إسرائيلية – فلسطينية، ومطالبة الأطراف ذات الصلة بإجراء مفاوضات من أجل تطبيقها.

كما جاء أن جهات سعودية قد عرضت على الإدارة الأمريكية أن يقوم أوباما بنشر خطته بروح اقتراحات الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، بشأن الانسحاب من الضفة الغربية وتقسيم مدينة القدس وتسوية قضية اللاجئين.

كما نقلت عن مصادر سعودية في محادثات مغلقة أنهم يتحفظون من الأفكار التي طرحت لتعديل المبادرة العربية، وخاصة فيما يتصل بـ"تليين بند اللاجئين"، بحيث يكون مريحا أكثر لإسرائيل. وأضافت أن نتانياهو قد اقترح في محادثاته مع أوباما ومع الرئيس المصري حسني مبارك، والملك الأردني عبد الله الثاني، أن يتم تعديل المبادرة العربية بحيث تكون أساسا متفقا عليه للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية.

وبحسب الصحيفة فإن نتانياهو معني بأن تكون المبادرة العربية أساسا للمفاوضات، وألا تعرض كإملاء من قبل الدول العربية على إسرائيل للانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلت عام 67 مقابل تطبيع العلاقات.

ونقل عن نتانياهو قوله في واشنطن أن الاتجاه الاقتصادي في المبادرة العربية "على ما يرام"، إلا أنه ليس على استعداد للتوقيع على كافة التفاصيل الواردة فيها. وأضاف أنه راض من موافقة أوباما على أن تقوم الدول العربية الآن بالبدء بخطوات تطبيعية متدرجة مع إسرائيل، وذلك بذريعة تليين الرأي العام الإسرائيلي.

وفي سياق الحديث عن أسس سياسة أوباما في الشرق الأوسط، والتي سيعرضها القاهرة، نقلت "هآرتس" عن مصادر أمريكية قولها لنظراء إسرائيليين إن الرئيس الأمريكي لن يعرض خطة سلام جديدة، وإنما سيتركز في مد اليد للعالمين العربي والإسلامي، ويذكر أسس سياسته في "العملية السياسية" بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، ولكن بدون تفاصيل. كما أكدت المصادر ذاتها أن أوباما سيظل متمسكا بخارطة الطريق التي ورثها من سلفه، جورج بوش.

وأضافت المصادر ذاتها أن أوباما سوف يطالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في زيارته الأسبوع القادم إلى واشنطن، بتجديد المفاوضات فورا مع إسرائيل، وعدم وضع أية شروط مسبقة للحوار.

ومع انتهاء زيارة نتانياهو إلى واشنطن، نقل عن أحد كبار مرافقيه قوله إنه تم إنجاز اتفاق حول هدف منع إيران من تطوير قدرات نووية، بالإضافة إلى تصريح أوباما بإجراء تقييم للحوار مع طهران في نهاية العام الحالي. كما أكد المصدر نفسه أن نتانياهو لم يتعهد لأوباما بأن تمتنع إسرائيل عن القيام بأية عملية ضد إيران إلى حين انتهاء التقييم الأمريكي للوضع. وبحسبه فإن نتانياهو قد قال لأوباما إن إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الدفاع عن نفسها، وأن إسرائيل لم تتخذ أي قرار بعد للعمل ضد إيران.

ولخص المصدر نفسه زيارة نتانياهو بالقول إنه كانت لديه جاهزية لتحريك المفاوضات السياسية، وموافقة على شمل المركب الإقليمي للدول العربية في عملية تطبيع العلاقات، كما عبر عن رضاه من موافقة أوباما على الضغط على الدول العربية لتسريع عملية التطبيع. وفي المقابل لم يوافق مع أوباما على قضية الاستيطان وحل "دولتين لشعبين".