ينوي رئيس الحكومة الاسرائيلية بالوكالة، ايهود اولمرت، تجنيد دعم دولي للقيام بخطوة احادية الجانب في الضفة الغربية المحتلة، في حال فوزه في الانتخابات القادمة. وقالت صحيفة "هآرتس" ان "اولمرت يعتقد ان الهدف الاول للحكومة القادمة يتمثل في توفير بيئة دولية مؤيدة لتحقيق الاهداف القومية لاسرائيل، وهي: ترسيم الحدود وضمان غالبية يهودية".

وقالت الصحيفة ان اولمرت سيحاول اقناع الادارة الأميركية والجهات الرئيسية في المجتمع الدولي بدعم قيام اسرائيل بخطوة احادية الجانب لترسيم حدودها في الضفة الغربية، اذا لم تغير حماس مواقفها. وحسب رأيه نجحت اسرائيل ببلورة تأييد واسع في العالم للشروط التي طرحتها امام حكومة حماس العتيدة، وان عليها التمسك بهذه الشروط الى ما بعد الانتخابات، لتبدأ عندها دفع مبادرتها احادية الجانب.

واشارت الصحيفة الى ان اولمرت يقلل منذ فوز حماس في الانتخابات من الحديث عن "خارطة الطريق"، رغم ان العديد من مستشاريه قالوا له ان عليه مواصلة التمسك بها كونها تحظى بدعم اميركي ومقبولة على المجتمع الدولي كقاعدة للاتفاق الاسرائيلي - الفلسطيني.

لكن اولمرت يعتقد انه سيجعل من نفسه اضحوكة اذا ما واصل الحديث عن خارطة الطريق كما لو ان الظروف السياسية لم تتغير في اعقاب الانتخابات الفلسطينية.

وقالت "هآرتس" ان الولايات المتحدة تعيد التفكير بسياستها في الشرق الأوسط في اعقاب الفشل الذي منيت به هذه السياسة في الانتخابات الفلسطينية. وقالت ان الولايات المتحدة ضغطت على اسرائيل وعلى رئيس السلطة الفلسطينية لاجراء الانتخابات في موعدها و"هو ما ادى الى فوز حماس". و"يمكن لدعم اميركي لخطوة اسرائيلية احادية الجانب ان يشكل التصحيح المطلوب للخطأ الذي ارتكبته الادارة الاميركية في مسألة الانتخابات"!

وفي هذا الاطار دعا المحلل الاميركي للسياسة الخارجية جيم هوغلاند في مقالته الاسبوعية في "واشنطن بوست"، اليوم، الادارة الاميركية الى التركيز بعد فوز حماس على تحقيق أهداف يمكن تحقيقها، وفي مقدمتها دعم الانسحاب الاسرائيلي من 90% من الضفة الغربية على غرار الانفصال الذي نفذه اريئيل شارون في قطاع غزة.

ويقترح هوغلاند تحديد "حدود واضحة لحل يقوم على دولتين" على أساس الخطة التي طرحها كلينتون في نهاية العام 2000، (والتي تحدثت عن ضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى اسرائيل مقابل استبدال اراض، وتقسيم القدس على أساس اثني). ودعا هوغلاند حكومة بوش الى الدفع باتجاه حل كهذا يقرب الخط الفاصل من حدود 1967.

ويقتبس هوغلاند وزير الخارجية الاميركي الأسبق، جورج شولتس، الذي قال له انه "يجب الاقرار بفشل اوسلو وكامب ديفيد وتصحيح الأخطاء".

وحسب هوغلاند فقد قال شولتس ان "الامر الوحيد الذي يمكن للفلسطينيين عرضه على اسرائيل اليوم هو استعدادهم للتعاون على خلق محيط آمن، لكنه اذا لم يلتزم الفلسطينيون بذلك، وكان بامكان اسرائيل خلق هذه النتيجة من خلال عائق أمني ووسائل أخرى، فلا حاجة الى المفاوضات". وأضاف: "احيانا من المناسب عدم محاولة اقناع اناس بالموافقة على حل".

وتنقل صحيفة "هآرتس" عن مصادر سياسية رفيعة في القدس، قولها ان المقابل الذي ستطلبه اسرائيل من الولايات المتحدة للانفصال القادم في الضفة الغربية، هو الاعتراف بخط الانسحاب -والذي سيعتمد كما يبدو على مسار جدار الفصل العنصري- كحدود دولية. هذا يعني الاعتراف بضم التجمعات الاستيطانية في معاليه ادوميم وغوش عتصيون واريئيل، على اساس الرسالة التي سلمها بوش لاريئيل شارون في نيسان 2004، والتي تعتبر الكتل الاستيطانية خلقت حالة واقعة "لا يمكن تغييرها" حسب قوله. وتقول الصحيفة ان اولمرت يعتقد ان على اسرائيل السيطرة ايضا على منطقة غور الأردن وعلى الاماكن المقدسة لليهود.

وتقدر الاوساط السياسية التي تقتبسها "هآرتس" رفض الادارة الاميركية تقديم التزامات لاسرائيل في مسألة القدس، التي تعتبر اكثر مسألة حساسة في قضايا الحل الدائم. وحسب قولهم فان اسرائيل استصعبت في الظروف القائمة اجراء "تعديلات ديموغرافية" في القدس الشرقية، تضمن اخراج 200 الف فلسطيني من تخومها. وترى هذه المصادر انه يمكن القيام بذلك في اطار اتفاق، لكنه يصعب تنفيذه في اطار خطوة احادية الجانب، لأنه لن يكون في الجانب الثاني من يوافق على استيعاب هذا الجمهور.

وتقول هآرتس، ان الجهاز الامني الاسرائيلي يدعم القيام بخطوة احادية الجانب تشمل استكمال الانفصال الاسرائيلي عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، حسب ما تحدده القيادة السياسية. واضافت الصحيفة ان قسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي اعد قبل عدة اشهر خطة عمل شاملة تأخذ في الاعتبار الخطوات التي ترغبها اسرائيل. وخلص قسم التخطيط الى الاستنتاج بأن "الحفاظ على الوضع القائم ليس مرغوبا فيه وسيواجه معارضة دولية، وان فرص التوصل الى اتفاق مع شريك فلسطيني ليست عالية، وان القيام بخطوة من جانب واحد يصب في مصلحة اسرائيل".