سيبحث وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، في زيارته اليوم إلى شرم الشيخ عددا من القضايا مع المسؤولين المصريين، في ظل توتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية. وسيلتقي باراك بالرئيس المصري حسني مبارك ومدير المخابرات العامة عمر سليمان ووزير الدفاع المصري حسين طنطاوي. وأعرب مسؤول إسرائيلي يرافق باراك الذي وصل اليوم إلى شرم الشيخ إن إسرائيل ترفض تعديل بنود في اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين.

وقال رئيس الدائرة السياسية الأمنية، عاموس غلعاد الذي يرافق باراك في زيارته إلى مصر إن إسرائيل غير مستعدة للاستجابة لطلب مصر تعديل بنود في اتفاق السلام من أجل إتاحة المجال لنشر 2000 جندي إضافي في سيناء بهدف مكافحة «تهريب السلاح» إلى قطاع غزة. وأضاف غلعاد أن دولة يمكنها فرض النظام في دولة يبلغ عدد سكانها 72 مليونا يمكنها أيضا علاج الوضع في سيناء دون الحاجة لنشر قوات إضافية.

ولم تستبعد المصادر الإسرائيلية أن يتم بحث موضوع التهدئة في قطاع غزة. وأشارت بعض المصادر إلى أن الموضوع قد يكون على جدول أعمال الزيارة. وأفادت تقديرات أمنية إسرائيلية أن «قيادة حماس تميل للموافقة على هدنة بالرغم من الخلافات الشديدة داخل الحركة حول هذا السؤال».

كما سيناقش باراك مع المصريين صفقة لتبادل أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال بالجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية. إلى جانب بذل جهود لحمل المصريين على القيام بخطوات فاعلة لوقف تدفق السلاح إلى قطاع غزة وهو موضوع يحظى على اهتمام إسرائيلي خاص.

وتجري زيارة باراك إلى في ظل توتر في العلاقات، على مستوى التصريحات على الأقل، وذلك في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وجهتها وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، يوم أول أمس، في جلسة لجة الخارجية والأمن البرلمانية ووصفت الأداء المصري في محور فيلاديلفي بأنه «سيء وإشكالي». ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم "إن مصر معنية باستمرار تعاظم قوة حماس التي تعتمد على التهريب عبر الأنفاق الحدودية".

إلا أن مصر رفضت الاتهامات الإسرائيلية وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي في بيان صدر يوم الثلاثاء ان ما قالته الوزيرة الاسرائيلية "مرفوض شكلا وموضوعا." وأضاف أن ليفني "تلقي الكلام جزافا في موضوعات لا يصح لها أن تتناولها دون دراية كافية."

ولمح المتحدث الى أن ما نسب الى ليفني هو جزء من ضغط اسرائيلي أفضى الى قرار في الكونجرس الامريكي بتعليق 100 مليون دولار من المعونات السنوية التي تقدمها واشنطن لمصر منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 الى أن تبذل مصر جهدا يوقف تهريب السلاح الى قطاع غزة بالإضافة الى إجراء إصلاحات ديمقراطية.

باراك قال عشية زيالاته إن "السلام مع مصر هو رصيد إستراتيجي بالنسبة لإسرائيل ، وحينما تكون هناك خلافات نعمل على حلها". وسيناقش في زيارته أيضا مسألة تسلل اللاجئين الأفارقة عبر الحدود المشتركة.

في مصر ستتم الزيارة على نار هادئة وبتغطية إعلامية متواضعة وستنتهي دون مؤتمر صحفي مشترك.