وتطرق النائب عزمي بشارة (التجمع الوطني الدموقراطي) في كلمته أمام الكنيست، اليوم، الى هذا الموضوع، وقال ان تعديل القانون بروح طلب شارون هذا، سيجعل من اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي تنتهج، بعد انهيار الابرتهايد، سياسة التمييز بين دم ودم، وبين أصل وأصل".

وقال بشارة ان تعديل القانون يسلط أضواء أخرى على تصريحات شارون المتعلقة بالدولة الفلسطينية، ان ما يدفعه الى ذلك هو الفصل العنصري فقط، وهدفه هو الانفصال عن أكثر ما يمكن من الفلسطينيين وعن أقل ما يمكن من الارض".

يستدل من رسالة وجهها المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية، الياكيم روبنشطاين، ان رئيس الحكومة، اريئيل شارون، أصدر، شخصياً، اوامر بمنع منح المواطنة الاسرائيلية للأولاد العرب الذين ولد أحد ذويهم في المناطق الفلسطينية.

ويستدل من النص الكامل لرسالة روبنشطاين، التي وجهها الى رئيس الحكومة، ردا على الرسالة التي كان وجهها وزير الداخلية الى المستشار القضائي، قبل أسبوعين، والتي اعلن فيها نيته تغيير معايير منح المواطنة الاسرائيلية للأجانب، من خلال الغاء المقاييس المعمول بها حاليا والتي تمنح المواطنة بموجبها لكل اجنبي يتهود في اسرائيل.

وقد نشرت وزارة القضاء الاسرائيلية، مقاطع من رسالة روبنشطاين الى رئيس الحكومة، لكنها اخفت الجانب المتعلق بالامر العنصري الذي اصدره شارون ضد الأولاد العرب، فكشف موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" على شبكة الانترنت (Ynet) عن مضمون الرسالة ونشر صورة زنكوغرافية لها.

يشار الى ان وزارة الداخلية تمارس سياسة عنصرية واضحة ضد المواطنين العرب الذين تزوجوا من فلسطينيين وفلسطينيات من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تصعب الوزارة عملية حصول الاولاد على المواطنة، بذرائع امنية واهية، يؤكد روبنشطاين في رسالته انه لا يمكنها الصمود أمام اي اختبار قضائي. ومن الواضح ان اوامر شارون جاءت لمنح الشرعية للسياسة العنصرية التي انتهجتها الداخلية ضد العرب، خاصة في فترة الوزير السابق ايلي يشاي، من حركة شاس.

وبعثت جمعية حقوق المواطن في اسرائيل برسالة شديدة اللهجة الى المستشار القضائي للحكومة، قالت فيها انه "كان من المناسب ان يقف المستشار القضائي على رأس المحذرين من اجراء هذا التعديل المميز والعنصري". وقال المحاميان دان يكير وعوديد فيلر في رسالتهما إن سلب المواطنة بسبب معايير قومية يمس بجوهر دولة اسرائيل ويسمم اسس الدموقراطية ويهدم الأسس الموجهة التي قامت عليها دولة اسرائيل".