شارون يتدخل شخصيا لتجاوز أزمة المفاوضات بين العمل والليكود
في محاولة لتجاوز الازمة التي اصطدمت بها المفاوضات بين الليكود والعمل، على خلفية توزيعة الحقائب الوزارية في حكومة الوحدة التي يسعى الليكود الى تشكيلها، اجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، مساء اليوم (الاربعاء) اتصالا هاتفيا برئيس حزب العمل، شمعون بيرس واطلعه على قائمة الحقائب الوزارية التي يقترحها على حزب العمل، ومن بينها حقيبة الداخلية، وهي واحدة من الحقائب القليلة الرفيعة التي بقيت خالية في الحكومة.
وعلم ان شارون يقترح على حزب العمل ست حقائب وزارية وحقيبة سابعة بلا وزارة. والوزارات التي عرضها شارون على بيرس هي: الداخلية، المواصلات، البنى التحتية، الاسكان، الرفاه، الاتصالات والسياحة (أو جودة البيئة).
كما يقترح شارون على بيرس لقب القائم بأعمال رئيس الحكومة، على ان يواصل الوزير ايهود اولمرت الاحتفاظ بهذا المنصب فعلا.
ووعد شارون بايجاد حل معقول للمطالب المالية التي يطرحها حزب العمل.
وقال مصدر في الليكود، مساء اليوم، ان شارون ينوي متابعة الاتصالات عن قرب بين طاقمي المفاوضات، في مسعى منه لتشكيل حكومة جديدة باسرع ما يمكن.
وكانت مصادر مطلعة في حزب العمل قد قالت، صباح اليوم (الاربعاء)، ان قيادة الحزب لا تكتفي بقائمة الحقائب الوزارية التي عرضها عليها طاقم الليكود، خلال مفاوضات الليلة الماضية، وهو ما أدى كما يبدو إلى تفجير المفاوضات وقيام رئيسة طاقم حزب العمل، عضو الكنيست دالية ايتسيك، لاحقا، بالغاء اجتماع كان مقررا لها مع ممثل طاقم الليكود، المحامي يورام رابيد.
ووصف عضو الكنيست حاييم رامون، في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية، صباح اليوم، الحقائب التي عرضها عليهم الليكود بأنها فتات مائدة، قائلا إنه يفضل دخول حزبه في الائتلاف بدون حقائب وزارية، على أن يتقبل هذا الفتات. وقال انه يقترح انضمام العمل الى الحكومة فقط لضمان تنفيذ خطة فك الارتباط، ولذلك فهو مستعد للتنازل عن "الفتات" الذي يعرضه الليكود.
أما وزير المالية بنيامين نتنياهو فقال للاذاعة الاسرائيلية ان على حزب العمل ان يدرك بأنه سينضم الى حكومة ليكود وليست حكومة أوسلو، وعليه ان يلتزم بخط وسياسة هذه الحكومة، بما في ذلك الاصلاحات التي تعرضها. وقال انه تراجع عن موقفه السابق وبات يؤيد انضمام العمل الى الحكومة، لان مركز الليكود أقر ذلك، ولأنه يفضل ذلك على اجراء انتخابات جديدة.
وكان طاقم حزب الليكود قد عرض على طاقم العمل، اضافة حقيبتين الى الحقائب التي يقترحها عليه، وهما حقيبة الداخلية وحقيبة الاتصالات. لكن مصادر في الليكود تقول ان "العمل" يطالب باحدى الحقائب الرئيسية التي يديرها وزراء من الليكود: المعارف، المواصلات والأمن الداخلي.
الى ذلك قالت مصادر اسرائيلية مطلعة، ان الاتصالات غير الرسمية بين ممثلي "العمل" و"الليكود"، استؤنفت الليلة الماضية، بعد انفجار المفاوضات. وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة، اريئيل شارون، إنه على الرغم من الصراع الدائر في حزب الليكود على حقيبة الداخلية، إلا أنه يبدو بأن هذه الحقيبة ستسلم إلى حزب "العمل". وحسب ما قاله مصدر مقرب من شارون، "لن تتفجر المساعي لتشكيل هذه الحكومة بسبب حقيبة الداخلية، وسيكون من المخجل حدوث ذلك".
وقال احد المسؤولين في حزب العمل ان على الليكود ان يفهم بأنه لا يصنع معروفاً عندما يقترح حقيبة الداخلية على العمل. وأضاف: " من حقنا، بشكل مبدئي، اختيار ما نشاء من الحقائب التي خلفها "الاتحاد القومي" و"المفدال" و"شينوي"، بعد خروجهم من الحكومة. إذا لم يشاؤوا منحنا هذه الحقائب، فليعطونا إحدى الحقائب الموجودة بأيدي وزراء الليكود".
يشار الى ان لجنة الدستور في حزب العمل قررت تخويل مركز الحزب اختيار الشخصيات التي ستتسلم الحقائب الوزارية في حكومة شارون. وحسب مصدر في الحزب ستكون احدى الحقائب مخصصة لبيرس ولن يضطر لمنافسة رفاقه عليها.
في هذه الاثناء اصطدمت المفاوضات بين الليكود ويهدوت هتوراة بمصاعب، ايضا، اثر قرار الحاخام شالوم إلياشيف، المرجعية الدينية العليا في حزب "يهدوت هتوراه" الديني، عدم المشاركة في الائتلاف الحكومي طالما لم يتم إعادة تنظيم صلاحيات نائب وزير الأديان المسؤول في ديوان رئيس الحكومة عن خدمات الدين والمجالس الدينية.