الرحلة إلى فرنسا على حساب من؟ هذا ما طرحه عدد من المراقبين بسخرية عقب الكشف عن قضية «أولمرت تورس»، التي جاءت لتضاف إلى 5 قضايا فساد أخرى يخضع فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت للتحقيق، ولتضيق الخناق حول عنقه وتقلل من مجال المراوغة لديه للبقاء في منصبه.

وتباينت تقديرات المقربين منه حول خطوته القادمة فقد استبعد البعض أن يقدم استقالته، في حين رأى البعض أن ذلك ممكنا إذا ما خابت آماله بإحداث تغيير خلال جلسة استجواب الشاهد تالانسكي في السابع عشر من الشهر الجاري.

وقد وصفه مقربون يوم أمس بأنه «شخص مجروح، مستنزف الأحاسيس، ومهزوم». وقالوا «إنها النهاية، هذا واضح أيضا له. حتى هو لا يقول لنا أن بعد الاستجواب المضاد لتالانسكي ستتبدل الأمور».
إلا أن هجوم أولمرت على الشرطة والنيابة العامة الذي أطلقه يوم أمس قبل سفره إلى فرنسا للمشاركة في المؤتمر الأوروبي المتوسطي، يشير إلى أنه يعتزم المواجهة وعدم التنازل بسهولة عن منصبه.
ووصفه مراقبون بأنه صاحب «جلد فيل» و «جلد تمساح»، وقالوا إنه سيواصل معركته من أجل البقاء على ضوء رفضه التعهد بأنها سيستقيل من منصبه حال انتخاب رئيس جديد للحزب في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

وأكد مقربون منه إنه ما زال «يبني الآمال على الاستجواب المضاد لتالانسكي» في أن يحدث تحولا في وضعيته السياسية. وقالوا: إذا تمكن خلال الأيام الخمسة التي سيجرى فيها الاستجواب المضاد من تفنيد جزء كبير من ادعاءات تالانسكي ربما سيساهم ذلك في التقليل من تسليط الأضواء على قضية السفريات، وإذا لم يتمكن، فقد يضطر إلى استخلاص النتائج بطريقة ما".

رئيس المعارضة بنيامين نتياهو، التزم الصمت لأن التقارير التي تحدثت عن الأموال الطائلة التي يبذرها خلال رحلاته في دول العالم لا تتيح له توجيه النقد في هذا الشأن. بينما ينتظر رئيس حزب العمل إتمام الإجراءات لتنحية أولمرت والتي بدأت الأسبوع الماضي ولا يرى داعيا لتوجيه تهديد جديد. وحينما سئل أحد المقربين منه عن سر هذا الصمت قال «لا نقوم برفس جثة هامدة». وبالمقابل هاجم عضوا الكنيست من حزب العمل، أوفير بينيس وشيلي يحيموفيتش، صمت كاديما عقب الإعلان عن قضية «أولمرت-تورس» ودعيا المتنافسين على رئاسة الحزب إلى الإطاحة بأولمرت بشكل فوري.

وقال مسؤول رفيع في حزب كاديما إن عملية الإطاحة بأولمرت بدأت عمليا نهاية الأسبوع الماضي، لذلك من غير المتوقع أن يقوم مسؤولو كاديما باتخاذ خطوات جديدة في أعقاب التحقيق الجديد ضد أولمرت. في حين نقلت الإذاعة العامة عن مسؤول آخر قوله، إن أولمرت «مطالب بأن يعلن بأنه لا يعتزم ترشيح نفسه لرئاسة الحزب، ويفضل أن يسارع بذلك قدر الإمكان».

وقال مقرب من وزيرة الخارجية تسيبي ليفني: لم نكن بحاجة إلى القضية الأخيرة من أجل استبدال أولمرت الذي يمس في جهود الحزب لترميم نفسه والانطلاق لطريق جديدة، ويواصل استغلال الحزب من أجل البقاء. إن ذلك يعتبر وقاحة".

من جانبه توقع المرشح لرئاسة الحزب شاؤول موفاز، في اجتماع لنشطاء حزبيين مقربين منه، أن يتم تغيير القيادة حتى نهاية العام الجاري. وقال: إن الجمهور لا يريد انتخابات عامة لأنها تعود بالضرر على الجميع. لذلك سيختار أعضاء كاديما في الانتخابات التمهيدية رئيس الحكومة القادم.