أصيب سجان وسجانة إسرائيليان بجروح مختلفة، اليوم (الأحد)، إثر مواجهات اندلعت في سجن "هشارون" في شمال البلاد، بين الأسرى الفلسطينيين وإدارة السجن.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المواجهات اندلعت بداية في جناح الأسيرات الفلسطينيات في السجن، بعد أن رفضت الأسيرة آمنة منى -المحكوم عليها بعدة أحكام بالسجن المؤبد- القيام أثناء عد الأسرى.

وقد تسبب هذا الحادث في اندلاع مواجهات بين إدارة السجن والأسيرات الفلسطينيات استعملت فيه الإدارة القوة حيث سكبت الزيت الساخن ومواد التنظيف على السجينات.

وبعد إصابة السجان والسجانة الإسرائيلييْن صعدت الإدارة الموقف وعززت قواتها داخل السجن مستخدمة القنابل المسيلة للدموع داخل الغرف واستطاعت السيطرة على الموقف داخل باحة الأسيرات.

وعلى خلفية جرح السجانين، قررت مصلحة السجون الإسرائيلية العمل على تفريق الأسيرات الفلسطينيات بين سجني "نافيه ترتسا" و"الشارون". ولم تقم السلطات بوضع الأسيرات وفقًا لانتمائهن الحركي، كما هو متبع حاليًا - بل وضعت أسيرات فتح مع حماس والجهاد والشعبية بصورة مختلطة.

تزامنا مع ذلك، امتدت الاضطرابات إلى جناح الأسرى الفلسطينيين الذين عبروا عن تضامنهم مع مواطناتهم واشتبكوا مع السجانين الإسرائيليين.

وقد تدخلت قوات إسرائيلية إضافية في جناح الرجال وتمكنت من السيطرة على هذا الاضطراب، الذي وصفته الإذاعة الإسرائيلية بأنه خطير جدا وغير مسبوق- من دون أن تذكر عدد الأسرى الذين أصيبوا جراء ذلك.
وفي نفس السياق، نقل محامي نادي الأسير، لؤي عكة، في أعقاب زيارته لسجن عسقلان، عن الأسير محمد محمود بريجية، أنّ إدارة السجن تتعمّد إهمال مطالب الأسرى وتهمل علاج المرضى منهم، مشيرًا إلى أنّ إدارة السجن قدّمت وجباتٍ من البيض الفاسد لثلاثة أيام، مما أدّى إلى تقيؤ الأسرى وشعورهم بأعراضٍ غريبة وآلامٍ حادة بالبطن وبقوا يصرخون ساعاتٍ طويلة، لحين حضور الممرّض الذي أهمل العلاج وقدّم لهم "الأكامول".

ويعاني الأسرى في سجن عسقلان الذي يضم حوالي 800 أسير، مثل زملائهم في السجون، من البرد الشديد، بسبب منع إدارة السجون إدخال الأغطية الشتوية والملابس الدافئة لهم.

من جهة أخرى التقى محامي نادي الأسير رائد محاميد في سجن "هداريم" عددًا من الأسرى، وأبلغه الأسير طارق صلاح من مدينة جنين، والذي يعاني من ماءٍ في الركبة، أنّ أوضاعهم داخل السجن لم تتحسّن بعد الإضراب، حيث يُمنَع الأسرى من إرسال الرسائل للجامعات التي يدرسون بها لاستكمال دراستهم الأكاديمية. وكانت إدارة السجن سمحت بالاتصال التلفوني لأسيرين، إلا أنها عادت ومنعتها عنهما.

وأشار الأسير صلاح إلى أنّ الأسرى يشترون من الكنتين وعلى حسابهم الخاص ويطبخون بأنفسهم، إلا أنّ الكنتين لا يوفّر لهم الكثير من الحاجيات، في الوقت الذي يحظر عليهم إدخال الحاجيّات من الأهل خلال الزيارة. وذكر أن التلفاز لا يبثّ إلا قنواتٍ عبرية ورياضية وروسيّة، مما يبني حاجزًا بين الأسرى وبين الشارع الفلسطيني، وما يحدث من تطوّرات سياسية فيه.

وقال صلاح إن إدارة السجن كانت قد وعدت بتحسين العديد من ظروفهم داخل السجن كتوسيع ساحة التريّض، إلا أن وعودهم باتت كاذبة، كغيرها من الوعود التي سمعها الأسرى حول أوضاعهم داخل سجون الاحتلال، والتي لم يرها الأسير على أرض الواقع.

وأشار المحامي محاميد إلى أنّ إدارة السجن فتحت قسمًا جديدًا في عسقلان، مما يزيد الاكتظاظ داخل السجن، فيما حذّر نادي الأسير من استمرار إدارة السجون بسياسة الإهمال والحرمان للأسرى، مشيرًا إلى أنّ ما يزيد الأوضاع سوءًا على الأسرى هو البرد القارص في ظلّ سجونٍ غير مؤهّلة للعيش من جوعٍ وبرد وأمراض واستفزازات مستمرة.
كما علم اليوم (الأحد)، أن قوات الاحتلال عزلت ثلاثة أسرى إداريين في أقسام العزل في سجن أيلون- الرملة، كإجراء عقابي ضدهم.

والأسرى هم: خضر عدنان من بلدة عرابة في جنين في الضفة الغربية، والمعتقل منذ 3-5-2004؛ وإسماعيل شكشك وواكد أبو سمهدانة- وكلاهما من قطاع غزة.

يذكر أن قوات الاحتلال مددت الاعتقال الإداري للأسير شكشك للمرة الثامنة على التوالي، وقضى لغاية الآن ما يزيد على 36 شهراً في عزل "أشمورت- كفار يونا"، أصيب خلالها بحروق متوسطة في الرأس و اليد، إثر قيام أحد المساجين الجنائيين اليهود بسكب الزيت المغلي على الأسرى خلال فترة "النزهة".

كما تتخذ قوات الاحتلال إجراءات تعسفية ضد الأسير خضر عدنان، حيث تعرض خلال فترة اعتقاله التي لم تتجاوز السبعة أشهر لعشرة انتهاكات، حيث نُقل من مركز توقيف حوارة إلى عوفر، مروراً بالنقب فمجدو فالنقب مرة أخرى، فعزل أيلون- الرملة، ومنه إلى عزل "أشمورت- كفاريونا" فأوفك وعودة منه إلى عزل "أشمورت- كفاريونا" و منه إلى أيلون- الرملة.