اعلن وزير الامن الاسرائيلي، شاؤول موفاز، الليلة الماضية، قراره تعيين القائد الحالي لسلاح الجو الاسرائيلي، دان حالوتس، نائبا لرئيس هيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي، ما يجعل حالوتس ضمن المرشحين لتولي منصب الرئيس القادم لهيئة الاركان العامة، بعد انتهاء مهام الرئيس الحالي، موشيه بوغي يعلون، واذا حصل ذلك فسيكون حالوتس اول شخص من سلاح الجو يتولى هذا المنصب العسكري الرفيع.

وسيخلف حالوتس في نيابة رئيس هيئة الاركان العامة، اللواء جابي اشكنازي، الذي سيخرج في اجازة تعليمية، يتوقع ان يعود بعدها لمنافسة حالوتس على منصب رئاسة هيئة الاركان العامة. كما يتوقع ان ينافس على هذا المنصب في الدورة القادمة، قائد المنطقة الوسطى الحالي، موشيه كابيلانسكي، وقائد اللواء الشمالي، بيني غانتس.

يشار الى ان اسم حالوتس برز خلال الانتفاضة الحالية، بصفته المسؤول عن الكثير من الجرائم التي نفذها سلاح الجو الاسرائيلي خلال عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات المقاومة الفلسطينية، خاصة العمليات التي اوقعت عشرات الضحايا من بين المدنيين، كعملية اغتيال صلاح شحادة، من حركة حماس، الذي اغتيل في منزل كان يقوم في حي مكتظ بالسكان في قطاع غزة، ما اسفر عن وقوع مذبحة اسفرت عن مقتل 14 فلسطينيا.

وقد اعترفت قيادة الجيش الاسرائيلي في حينه بأنه تم اغتيال شحادة رغم معرفتها بوجود مدنيين، بما فيهم أطفال، إلى جانبه. وبلهجة اجرامية قال حالوتس، آنذاك، إنه لا يشعر عندما يطلق قذيفة في عملية كهذه، بأكثر من "ارتجاج خفيف تحت جناح الطائرة".

كما ان هناك المذبحة التي اسفرت عنها عملية قصف سيارة في شارع مكتظ في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، في اكتوبر الماضي والتي اوقعت 14 شهيدا غالبيتهم من المدنيين.

ويتحما حالوتس ايضا، مسؤولية قتل الابرياء في جرائم الاغتيال التي استهدفت محمد سدر في الخليل في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2001، حيث فشل طيارو حالوتس باغتيال سدر، لكنهم قتلوا طفلا (10 اعوام) وفتى (16 عاما). وهكذا حدث، أيضاً، في عملية اغتيال قادة حماس في نابلس، جمال منصور وجمال داموني، في يونيو/ تموز من عام 2001، حيث قتل طفل في الثامنة وطفل في العاشرة، كانا يسيران في الشارع وأصيبا بشظايا الزجاج المتطاير من شبابيك مقر قيادة حماس.

وحدث ذلك ايضا في طوباس، في نهاية اب 2002، عندما حاول سلاح الجو اغتيال شخصية فلسطينية من المقاومة، فقتل خمسة فلسطينيين ابرياء، بينهم طفلان.

في الاشهر الاخيرة، وبعد عملية مخيم النصيرات، وجهت الى حالوتس تهمة استخدام صواريخ فتاكة، ادت الى قتل الابرياء . واتهم حالوتس، ايضا، باخفاء معلومات والكذب على الجمهور. الا انه حظي بمساندة من رئيس هيئة الاركان ووزير الامن، حيث ادعيا ان الجيش لم يستخدم صواريخ فتاكة وان المعلومات التي ادلى بها حالوتس، في حينه، حول نوع السلاح المستخدم، جاء لغايات عملياتية فقط.

يشار الى ان اكاذيب حالوتس وتصريحاته الاجرامية جعلت بعض الضباط في سلاح الجو يخرجون ضده معلنين رفضهم الخدمة في سلاح يتعمد قتل الابرياء. وقد اثارت القضية في حينه ردود فعل كبيرة في المجتمع الاسرائيلي، كونها المرة الاولى التي يخرج فيها رافضون للخدمة من صفوف سلاح الجو، الذي اعتبر حتى ذلك الوقت منفذا للاوامر بطاعة عمياء.