قالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، إنه عشية بدء الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والدول الغربية حول ملف الذرة الإيرانية، شدد عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية مواقفهم المعلنة في هذا الشأن، ولكن وعلى الرغم من المحاولات الإسرائيلية لتوجيه رسائل تدعي القلق وتخلو من أية مرونة أو تقبل لصفقة بين الدول الغربية وإيران، فقد أعربت جهات إسرائيلية رفيعة المستوى عن تقديرها بأن مجال المناورة الحقيقي لإسرائيل هو أوسع بكثير من المواقف المعلنة، وأن إسرائيل قد تقبل بمواصلة قيام إيران بتخصيب اليورانيوم بنسب محددة.

ولفتت الصحيفة إلى أن إحدى المؤشرات لهذه المرونة تتمثل بالبيان الرسمي الصادر عن وزير الأمن الإسرائيلي إيهود براك، قبل عدة أسابيع ويستدل منها أن إسرائيل ستوافق على السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5% مع الإبقاء على كميات اليورانيوم التي تم إخصابها بهذه النسبة داخل الأراضي الإيرانية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن موقف براك المذكور والذي تم نقله للجانب الأمريكي يشكل عمليا خروجا على الموقف الرسمي المعلن والمتشدد الذي يتبناه رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو. وكان نتنياهو طالب بأن يتم إخراج كافة كميات اليورانيوم التي تم تخصيبها في إيران وإيداعها عند دولة ثالثة.

وبحسب "هآرتس" فإن هناك مؤشرات كثيرة لاحتمال توصل الغرب إلى اتفاق خلال جولة المفاوضات التي من المقرر أن تبدأ بعد غد الأربعاء، يقضي بموافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وهي النسبة التي تقربها من صنع قنبلة ذرية، وتوافق على إخراج 100 كغم من اليورانيوم المخصب بـ20%. 0

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى: "إن إسرائيل ستصر على مواقف متشددة في الملف الإيراني، حتى لا تقدم الدول الغربية تنازلات بعيدة المدى لإيران وأن إسرائيل ستواصل التحذير من النوايا الإيرانية خاصة ولأن الأجواء الإيجابية التي ترافق المحادثات قد تكون مخدرة للدول الغربية".

في المقابل قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على صفحتها الأولى إن تقديرات الأجهزة الأمنية الأمريكية تشير إلى أن إسرائيل لن توجه ضربة عسكرية لإيران قبل نصف سنة من اليوم، وأن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها لن تقدم أيضا على توجيه ضربة عسكرية لإيران قبيل الانتخابات الأمريكية.