في نهاية جلسة استمرت ست ساعات، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي "السياسي - الأمني" وقف المحادثات مع السلطة الفلسطينية واتخاذ إجراءات اقتصادية مؤلمة ضدها، وذلك في نهاية نقاش حول طرق الرد الإسرائيلي على إعلان حركتي فتح وحماس عن نيتهما تشكل حكومة وحدة.

ونقلت موقع "واينت" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل اكتفت حتى اليوم بتوجيه إنذارات بفرض عقوبات، وهي تطبق ذلك الآن.

وأضاف المصدر نفسه أنه بعد الإعلان عن المصالحة وتشكيل حكومة وحدة لا يمكن إجراء مفاوضات سياسية. وبحسبه فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتخذ خطوة أبعد من اللازم ولن تكون هناك اتصالات سياسية مع السلطة الفلسطينية. على حد تعبيره.

وجاء في البيان الرسمي لإسرائيل أن المجلس الوزاري قرر بالإجماع أن الحكومة الإسرائيلية لن تجري مفاوضات مع الحكومة الفلسطينية التي تشارك فيها حركة حماس، باعتبار أن الحركة هي "منظمة إرهابية تدعو للقضاء على إسرائيل". بحسب البيان. كما تقرر أن ترد إسرائيل على ما وصفته بـ"الخطوات من جانب واحد من قبل السلطة الفلسطينية".

ونقل الموقع عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قوله إن "أبا مازن قرر إقامة تحالف مع منظمة إرهابية تدعو للقضاء على إسرائيل بدلا من أن يختار السلام.. أبو مازن قرر التحالف مع منظمة تدعو في ميثاقها المسلمين إلى محاربة اليهود وقتلهم. حركة حماس أطلقت أكثر من 10 آلاف صاروخ باتجاه إسرائيل، ولم تتوقف للحظة عن تنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل. هذا التحالف بين أبي مازن وحركة حماس وقّع في الوقت الذي كانت إسرائيل تبذل جهودها للدفع بالمفاوضات مع السلطة الفلسطينية". بحسب ادعائه.

من جهته قال نفتالي بينيت، رئيس "البيت اليهودي"، إن المجلس الوزاري اتخذ قرارا متزنا وصائبا في ظل الوضع الجديد الذي نشأ. وأضاف أنه "يساند رئيس الحكومة الذي أبدى اهتماما بالكرامة الوطنية الإٍسرائيلية وأمن مواطني إسرائيل". وقال أيضا إنه "يجب عدم إجراء حديث مع قتلة". على حد تعبيره.

ونقل "واينت" عن مصادر إسرائيلية، وصفت بأنها مطلعة على الشأن الفلسطيني، قولها إن المستوى السياسي الإسرائيلي قد فوجئ من إعلان غزة. ونقل عن مصدر سياسي ادعاؤه إن "إسرائيل كانت منشغلة بوقف الإجراء الذي هدد به أبو مازن وهو حل السلطة الفلسطينية".

وأضاف المصدر أن منع حل السلطة الفلسطينية كان قيد البحث مع الولايات المتحدة، وأن الأجهزة الاستخبارية لم تطلع المستوى السياسي على التطورات في المحادثات بين حركتي حماس وفتح. وبحسبه فقد أخفقت هذه الأجهزة ولم تعرف إسرائيل ماذا يحصل.

وبحسب الموقع نفسه فإن وزراء إسرائيليين فوجئوا أيضا بإعلان المصالحة بين فتح وحماس. ونقل عن مسؤول إسرائيلي "رفيع" تأكيده أن إسرائيل لم تعرف شيئا عن الاتفاق الذي كان يتبلور.

كما نقل عن مصدر "سياسي – أمني" إسرائيلي قوله إن الأجهزة الأمنية تابعت الاتصالات الجارية بين حماس وبين السلطة الفلسطينية، ولكنها لم تعرف في أي يوم سيحصل ذلك، ولم تعرف أنه سيصدر بيان مصالحة.

إلى ذلك، أضاف الموقع أن الإعلام الإسرائيلي يستعد لتشويه اسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الإعلام الدولي، وبضمن ذلك إصدار بيان في وسائل الإعلام الدولية يربط محمود عباس بزعيم تنظيم "القاعدة" في السابق أسامة بن لادن، وذلك بهدف إقناع الرأي العام الدولي أن عباس ليس شريكا للسلام، وأنه يفضل التحالف مع "تنظيم إسلامي إرهابي على اتفاق سلام مع إسرائيل".