نتنياهو يحمل فشل أجهزته الأمنية لعباس ويؤكد للمرة الأولى اختطاف المستوطنين الثلاثة
علت في الساعات الأخيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، عدة أصوات تتحدث عن فشل استخباري وأمني كبير، في أعقاب إخفاق الأجهزة الأمنية في تحديد مصير المستوطنين الثلاثة بشكل مؤكد، على الرغم من أن الأجواء الإعلامية السائدة مغايرة وتجندها الطوعي وتبنيها لتعليمات الرقابة العسكرية والرواية الرسمية وتفاديها طرح تساؤلات محرجة عن الفشل الأمني المدوي، خصوصًا وأن العملية شكلت مفاجأة كبيرة لأجهزة الأمن التي تتبهاها بإحكام السيطرة على الضفة الغرفية.
وهذا الفشل دفع على ما يبدو رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى القول في ختام تصريحه الصحافي إن على إسرائيل أن تعتمد على أجهزتها الأمنية وجيشها فقط وليس على أي طرف آخر، وتحميله المسؤولية إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، زاعمًا أن الخاطفين خرجوا من مناطق تحت سيطرة السلطة.
وأعاد الجيش الإسرائيلي انتشاره في المناطق التي يجري فيها البحث عن المختطفين الثلاثة، ليتركز العمل على تجميع معلومات استخبارية توفر ولو طرف خيط لمصير المختطفين الثلاثة. ورغم الاعتقالات العديدة التي نفذها الاحتلال في الضفة الغربية وفي منطقة الخليل تحديداً، لم يستطع الاعلان عن إنجاز استخباري يذكر، سوى التسريب للاعلام عن حصوله على طرف خيط مزعوم جراء الاعتقالات، لكنه لم يحدد ما طبيعة هذا "الطرف".
وأكد نتنياهو في تصريحات صحافية، مساء اليوم، لأول مرة أن المستوطنين الثلاثة الذين اختفت آثارهم قبل يومين جرى اختطافهم من قبل "تنظيم إرهابي"، حسب تعبيره. وقال إن الأجهزة الأمنية تعمل في الوقت الحالي على منع نقل المختطفين الثلاثة إلى قطاع غزة أو أي مكان آخر. وتابع أنه أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد لأي تطور أمني طارئ.
وجاءت تصريحات نتنياهو في مؤتمر صحافي عقدة في ختام اجتماع أمني بمشاركة القيادة الأمنية الإسرائيلية، مساء اليوم، في مقر وزارة الأمن (هكرياه) في تل أبيب، لبحث التطورات في اختطاف الثلاثة.
وشارك في الاجتماع نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعالون، بالإضافة إلى رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش، بيني غانتس، ورئيس جهاز الأمن العام (شاباك) يورام كوهين، ورئيس جهاز "الموساد" تمير بريدو. كما حضر الاجتماع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أفيف كوخافي، ومنسق عمليات الجيش في الأراضي المحتلة يوآف مردوخاي.
وتابع نتنياهو في تصريحه الصحافي أن "الجيش والشاباك وكل الأذرع الأمنية منشغلة الآن في نشاط مكثف للعثور على الفتية". وحمّل الرئيس الفلسطيني المسؤولية عن مصير الثلاثة، وقال إن "ادعاء السلطة الفلسطينية بأنها لا تتحمل المسؤولية لأن الحادثة حصلت في منطقة تحت سيطرة إسرائيل هو ادعاء لا أساس له، فعندما نفذت عمليات تفجيرية في مركز البلاد، كانت السلطة تسيطر على المكان الذي خرج منه منفذو العمليات. وهذا ما جرى: المخربون خرجوا من أراضي السلطة والسلطة هي المسؤولة".
من جهته، قال يعالون في التصريح الصحافي ذاته: "نحن نقوم بكل الجهود لاستعادة إيال ونفتالي وغيل، ولن نتوقف حتى الوصول إليهم. إن المهمة معقدة وتطلب الصبر وطول النفس والمسؤولية…". وتابع: "عملية الاختطاف هي عملية خطيرة، لن نسلم بها ونسجد الطريق لوضع أيادينا على الخاطفين وعلى المخططين. نحن ندرك تهديد الاختطاف منذ زمن، ففقط في نصف العام الأخير أحبطت قوات الأمن عشرات المحاولات لمنظمات إرهابية فلسطينية لخطف إسرائيليين أو تنفيذ عمليات تفجيرية داخل إسرائيل…".
بدوره قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غانتس، إن كافة وحدات الجيش تعمل منذ يومين بناء لتعليمات المستوى السياسي في كل مكان، وأن الأمر سيتطلب نشاطاً أكبر وأوسع.
وتابع: سنواصل هذه العمليات وسنبذل المطلوب لانهاء القضية بأسرع وقت ممكن، وما زلنا نترقب كل ما يحصل على ساحات أخرى بما فيها غزة والجبهة الشمالية.