تراقب إسرائيل عن كثب المفاوضات الجارية في لوزان السويسرية  بين إيران والقوى الكبرى، وتخشى من توقيع اتفاق يتيح رفع العقوبات عن إيران واستمرارها في تطوير قدراتها النووية، ورغم أنها تأمل أن تفشل الجهود للتوصل لاتفاق إلا أنها تستعد لليوم الذي يليه، وستعمل جاهدة على تقويض ثقة الغرب بإيران وإظهارها على أنها تبرع في الخداع.

 وقال رئيس القسم السياسي - الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، إن "المعيار الذي ستقرر بموجبه إيران على التوقيع على الاتفاق هو قدرتها على خداع العالم وتطوير سلاح نووي'.

وأضاف أن طهران تصر على الاحتفاظ بالقدرة على «البحث والتطوير»، ويدور الحديث عن فرصة تتيح لهم مواصلة تطوير سلاح نووي والوصول إلى وضع تكون فيه الانطلاقة قصيرة جدا.

من جانبها، ربطت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بين الجولة التي نظمتها قيادة سلاح البحرية الإسرائيلية يوم أمس للمراسلين العسكريين للغواصة الرابعة التي تسلمتها مؤخرا من ألمانيا وبين مفاوضات لوزان. وقالت إن رد الجيش الإسرائيلي على الاتفاق مع إيران هو «الإطلالة النادرة على الغواصة 'أحي حنيت'»، مشيرة إلى أن «الغواصة قادرة حسب مصادر غربية على حمل رؤوس نووية وبإمكانها توجيه الضربة الثانية في حال تعرض إسرائيل لهجوم مدمر، وهدفها الاساسي هو الردع لأن العدو يعرف أنه سيتعرض لهجوم مؤكد في حال قيامه بشن هجوم على إسرائيل».

من جانبه أكّد سؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى أن الاتفاق بين الدول الغربية وإيران  سيوقع وأن إسرائيل تستعد لليوم الذي  يلي التوقيع، وقال إن خشية إسرائيل تنبع من رفع العقوبات الخانقة عن إيران واستمرارها في تطوير قنبلة نووية.

 وقال المسؤول  لموقع 'واللا' العبري إن مجلس الأمن الدولي سيرفع العقوبات عن إيران بضغط من الإدارة الأمريكية بما في ذلك رفع حظر بيع النفط والحظر على إقامة علاقات تجارية بين الشركات الإيرانية والشركات الغربية.  وبشكل عملي الولايات المتحدة ستخرج إيران من عزلتها.

وحسب المسؤول فإن إسرائيل تدرك بأن الولايات المتحدة ستتجاهل دور إيران في تزويد دول وتنظيمات بالسلاح والخبرة. وقال إن هذا الاتفاق «لن يمنع إيران من نشر الإرهاب  والتحول إلى دولة نووية».

وانتقد المسؤول اللأمني سعي الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق مع إيران في الوقت الذي تحارب حليفاتها المتمردين الحوثيين في اليمن المتماثلين مع إيران. وقال: 'الائتلاف العربي الذي توحد ضد الحوثيين في اليمن هو مأساوي، لماذا؟ لأن حليفات الولايات المتحدة تحاربن إيران في الوقت الذي هي نفسها تجري مفاوضات معها للتوصل لاتفاق'.

وأعرب المسؤول عن تشاؤمه من نتائج محادثات لوزان، وحسب تقديره سيتوصل الجانبان إلى اتفاق في الأيام القريبة، وأنه لا يمكن منع الاتفاق حتى لو وضع الكونغرس العثرات في الطريق.  وقال إن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تكتفي في هذه المرحلة بالمحادثات الهاتفية المباشرة التي يجريها رئيس الحكومة مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لكنها مع التوقيع على الاتفاق تستعد لحملة دعائية واسعة في وسائل الإعلام الأجنبية.  

وقال إن إسرائيل تستعد لليوم الذي يلي توقيع الاتفاق  وستعمل على تركيز الجهود الاستخبارية من أجل الإثبات أن إيران تخدع وتخرق الاتفاق، كما ستعمل على زيادة موازنة الأمن لمواجهة تداعيات تعاظم إيران إقليميا.