نقل مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، صبيحة اليوم الثّلاثاء عن رئيس الحكومة الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أنّ على إسرائيل الاستعداد لاحتمال انهيار السّلطة الفلسطينيّة في المرحلة المقبلة، وذلك في جلسة خاصّة للمجلس الوزاريّ الأمنيّ المصغّر (الكابينيت) التي تناولت هذا السّيناريو. وأضاف هذا السّياق: 'يجب علينا أن نمنع قدر الإمكان انهيار السّلطة الفلسطينيّة، بالمقابل يتوجّب علينا الاستعداد لحالة وقوع الأمر'.

وذكرت صحيفة 'هآرتس' صباح اليوم، أنّ الكابينيت عقد جلستين خلال أقلَّ من أسبوعين، لبحث سيناريو انهيار السّلطة الفلسطينيّة، وذلك في ظلّ انعدام الأفق السّياسيّ وتدهور الأوضاع الأمنيّة في الأشهر الأخيرة.

يُشار إلى أن هاتين الجلستين تأتيان ضمن سلسلةٍ ابتدأت شهر تشرين الثّاني من العام الماضي، حيث فشلت مساعي وزير الخارجيّة الأميركيّ، جون كيري، في جولاته المكوكيّة التّفاوضيّة، التي لم تفض إلى أيّ تقدّم سياسيّ يذكر.

وقد صرّح مسؤول إسرائيليّ رفيع المستوى للصحيفة أنّ هذه الجلسات هي نتيجة توصيات قدّمتها مؤخّرًا الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة للقيادة السّياسيّة. تخوّفت التّوصيات من حالة عجز تصلها السلطة الفلسطينيّة فلا تعود قادرة لتسيطر على الضّفّة الغربيّة، ما من شأنه أن 'يلقي بظلاله على إسرائيل، أمنيًّا ومدنيًّا'، وفق أقوال المسؤول الإسرائيليّ.

أحد المسؤولين المشاركين في هذه الجلسات صرّحَ للصحيفة: 'لا يتوقفّ الأمر عند تصريحنا أنّنا لسنا معنيّين بانهيار السّلطة، بل اتّخاذ خطوات ميدانيّة من شأنها أن تُبعد مثل هذا السّيناريو'.

يُشار إلى أنّ رئيس الحكومة الإسرائيليّ تبنّى فعليًّا توصيات الأجهزة الأمنيّة بهذا الشّأن، ويعمل بناءً عليها.

ووفق صحيفة 'هآرتس'، فإن نتنياهو المعنيُّ بإدخال خطوات فعليّة تمنع انهيار السّلطة الفلسطينيّة، عقد عدّة جلسات خلال الأسابيع الأخيرة مع كلٍّ من وزير الأمن، يعلون، مدير التنّسيق الأمنيّ في الضّفّة الغربيّة، يوآف (بولي) مردخاي، رئيس جهاز الأمن العامّ يورام كوهين وخبراء آخرين.

وبحسب الصّحيفة، تكمن المشكلة في تطبيق هذه التّوصيات التي تبنّاها نتنياهو بشخصيّات أخرى في المجلس الوزاريّ الأمنيّ المصغّر، تكبح رئيس الحكومة من القيام بخطوات فعليّة تمنع انهيار السّلطة. فالوزيران زئيف إلكين ويسرائيل كاتس لا يوافقان نتنياهو بتبنّي توصيات أجهزة الأمن، ولا يأبهان لانهيار السّلطة.

طرحت الجلسات الأخيرة للكابيبيت بهذا الموضوع الأسباب التي من شأنها أن تقوضّ السّلطة، قائلة إنّها أسباب فلسطينيّة داخليّة، كموت الرّئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس، الذي وفق تحليلاتهم، سيجلب حربًا على وراثة منصبه. وقد تداول الكابينيت بنك الأسماء المرشّحة لتكون خلفًا لأبي مازن.