يعود اليوم إلى البلاد وفد إسرائيلي مؤلف من 5 أعضاء كنيست كان في زيارة إلى تايوان لبحث العلاقات الاقتصادية والتجارية المتبادلة، وكل ذلك جرى بعيدًا عن عدسات الكاميرات الخاصة وكاميرات وسائل الإعلام الخاصة والرسمية في كل من تايوان وإسرائيل.

واللافت في الزيارة، أنه على الرغم من اجتماع الوفد الإسرائيلي برئيسة تايوان ورئيس الوزراء المحلي بالإضافة إلى رئيس البرلمان التايواني، إلا أن الزيارة تمت بعيدًا عن رادارات وسائل الإعلام. إذ لم تخصص وكالات الأنباء والقنوات والصحف المحلية في تايوان أي مساحة لتغطية زيارة الوفد الإسرائيلي.

كما امتنع الوفد الإسرائيلي الذي ضم كل عضو الكنيست ناحمان شاي (المعسكر الصهيوني)، وأمير أوحنا (الليكود)، يوئيل حسون (المعسكر الصهيوني)، ليا فديدة (المعسكر الصهيوني) وعليزة لافي (يش عتيد)، عن الإفصاح بوضوع عن أماكن تواجدهم خلال الزيارة التي شملت العاصمة تايبيه ومدينة تايتشونغ، وسط حالة من التعتيم الإعلامي المقصود على أحداث الزيارة.

يذكر أن عضو الكنيست من كتلة (الليكود)، أوحنا، قال في مقابلة أجراها لإذاعة الجيش الإسرائيلي حول قانون "تأجير الأرحام" واحتجاجات المثليين على استثنائهم منه، إنه "في زيارة إحدى الدول الآسيوية التي يتعذر ذكر اسمها، ما يعكس الإزداوجية التي تحكم السياسات الخارجية الإسرائيلية في سبيل تحقيق المصالح.

وعند التوجه لوزارة الخارجية الإسرائيلية أو للكنيست لطلب معلومات حول زيارة الوفد الذي ضم أعضاء في الكنيست إلى تايوان لن تحصل على تعاون يذكر، حيث ترفض الوزارة التعليق وتحولك إلى الكنيست التي تقول بدورها إن الزيارة غير رسمية وإن الوفد لا يمثل الكنيست وبالتالي ترفض التعليق، بحسب ما أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في نسختها الورقية الصادرة اليوم.

وأكد المصدر أن حكومة تايوان وجهت الدعوات لوفد أعضاء الكنيست، وقامت بتمويل رحلاتهم واستضافتهم في تايوان، الإجراء الذي صادقت عليه لجنة الأخلاقيات في الكنيست، وعلى الرغم من ذلك فإن الكنيست حريص على إزالة الطابع الرسمي للزيارة وإخفاء صبغتها الرسمية.

يأتي ذلك في سبيل المساعي الإسرائيلية لتحقيق مكاسب في السوق التايوانية بعيدًا عن الخلافات الدبلوماسية التي قد تنشب مع الصين، التي تعتبر تايوان، والتي تطلق عليها اسم "جمهورية الصين" جزءا من جمهورية الصين الشعبية الكبرى، وترفض إقامة دولة مستقلة رسميا في تايون المشكلة من مجموعة جزر تقع في شرق القارة الآسيوية.

وعلى المستوى الرسمي، تعترف إسرائيل بتايوان على اعتبارها جزءا من جمهورية الصين الشعبية، إلا أنها تقيم معها علاقات دبلوماسية تركز من خلالها على المصالح الاقتصادية والتجارية والسياحية.

يذكر أن التمثيل الدبلوماسي الرسمي المتبادل بين تايوان وإسرائيل، يقتصر على بعثات دبلوماسية تعرّف على أنها مراكز "اقتصادية وثقافية"، إذ لا يوجد سفارات متبادلة، كما يمنع الوزراء الإسرائيليين من زيارة تايوان.

يشار إلى أن هناك 20 دولة تعترف باستقلال تايوان، ومعظمها من الجزر الصغيرة التي تتلقى دعمًا ماليًا منها، وسط جهود دبلوماسية صينية لإقناع هذه بقطع العلاقات.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الحكومة التايوانية كانت قد سحبت الدعوة التي قدمتها لعضو الكنيست ريتفال سويد (المعسكر الصهيوني) والتي تشغل منصب نائبة رئيس الكنيست، على اعتبارها صاحبة صفةرسمية ووظيفة حكومية، تجنبًا لحرج دبلوماسي قد تقع فيه الخارجية الإسرائيلية مع الجانب الصيني.

ودفع ذلك الخارجية الإسرائيلية إلى التوجه إلى ممثلية تايوان في إسرائيل وطلب سحب الدعوة التي وجهت إلى عضو الكنيست سويد، لصفتها الرسمية، والتي تعد إشكالية في العلاقات غير المعلنة بين الطرفين. ما يمثل انحرافًا عن السياسة الإسرائيلية الرسمية تجاه تايوان.

وفي أعقاب ذلك علق عضو الكنيست المشارك في الوفد، نحمان شاي، أن "وزارة الخارجية الإسرائيلية تستشعر القلق إزاء أي نشاط يتعلق بالعلاقات الثنائية مع تايوان قد يتجاوز المعايير الحالية"، حرصًا على العلاقات الاقتصادية المتبادلة مع الصين.

وخلال الزيارة بحث الوفد الإسرائيلي تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة، بالإضافة إلى تعزيز الوفود السياحية المتبادلة.

وعبر التايوانيون عن خيبة أملهم لأن شركة الطيران الإسرائيلية، "العال"، قامت بحذف اسم تايوان مؤخرا من محرك البحث عن رحلات الطيران على موقعها الإلكتروني.

وأوضح المصدر أن الخطوة التي أقدمت عليها شركة "العال" جاءت بعد ضغوط صينية، تحت تهديد جميع شركات الطيران الأجنبية في العالم أنه إذا لم تفعل ذلك، فسوف تمنع رحلاتها من السفر إلى الصين.

وأوضح المصدر أن شركة "العال" خضعت للضغوط الصينية وبالتالي قامت بحذف اسم تايوان الكامل واستبدلته باسم العصمة، تايبيه، تحت خانة أسماء المطارات الدولية المتواجدة في الصين، بينما اختارت العديد من الشركات نسخة أكثر تساهلاً: "تايوان - الصين".