غيّر رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، موقفه من توقيت نشر خطة الإدارة الأميركية لتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، "صفقة القرن"، عندما قال اليوم، الثلاثاء، إنه "آمل أن يبكّر الرئيس ترامب في نشر الخطة. لقد مرّت أسابيع. وتحدث في الشرق الأوسط أمور دراماتيكية، وأنا بانتظار نشر الخطة".

وكان غانتس اعترض خلال اجتماع لكتلة "كاحول لافان" في الكنيست، قبل أسبوعين، على نشر "صفقة القرن"، ووصف نشرها قبل الانتخابات الثالثة للكنيست، التي ستجري في 2 آذار/مارس المقبل، بأنه "تدخل سياسي" بما يحدث في إسرائيل.

وجاء تصريح غانتس في حينه غداة لقائه مع المبعوث الخاص للبيت الأبيض، أفي بيركوفيتش، الذي قام بزيارة لإسرائيل.

وقال موقع "واللا" الإلكتروني، اليوم، إن التغيير في موقف غانتس حيال "صفقة القرن" نابع من أن جهات في الإدارة الأميركية عبرت أمام غانتس عن استيائهم من تصريحه قبل أسبوعين.

وتحدثت تقارير، في الآونة الأخيرة، عن أنه تجري مداولات في البيت الأبيض حول توقيت نشر "صفقة القرن"، المتأجل منذ أكثر من سنة، بسبب الأزمة السياسية في إسرائيل والفشل في تشكيل حكومة، بعد جولتي انتخابات للكنيست.

وذكر موقع "واللا" أن السفير الأميركي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي يعتبر مقرب جدا من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو الذي يدفع باتجاه نشر "صفقة القرن" الآن.

وأشار المحلل السياسي في موقع "ألمونيتور" بالعبرية، بن كسبيت، إلى أن التقارير التي تقول إن الإدارة الأميركية تدرس نشر تفاصيل "صفقة القرن"، قبل انتخابات الكنيست، تثير قلقا كبيرا لدى قيادة "كاحول لافان".

ونقل كسبيت عن مصادر اطلعت على اللقاءات التي عقدها بيركوفيتش في إسرائيل، قولهم إنه منشغل حاليا "في التعديلات الأخيرة وبلورة نهائية لخطة ترامب"، وأن غانتس عبر أمام بيركوفيتش عن معارضة شديدة لنشر "صفقة القرن" قبل الانتخابات.

إلا أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، روبرت أوبريان، قال خلال مقابلة لموقع "أكسيوس" الإلكتروني الأميركي، قبل أسبوع، إن "توقيت استعراض صفقة السلام ليس متعلقا بحل الأزمة السياسية في إسرائيل".

وتعتبر قيادة "كاحول لافان" أن أقوال أوبريان جاءت من الغرفة البيضاوية في البيت الأبيض، وفقا لكسبيت، وأنها تعني أن "ترامب لا يتأثر من معارضة غانتس ولذلك يدرس استعراض الصفقة قبل الانتخابات".

وأضاف كسبيت أن التخوف الأساسي في "كاحول لافان" هو أن نشر تفاصيل "صفقة القرن" ستساعد نتنياهو على صرف الأنظار من لوائح الاتهام ضده وقضية الحصانة، التي تلحق به ضررا انتخابيا، إلى ملعبه البيتي وقربه من ترامب، "وربما منافع له مثل موافقة أميركية على ضم غور الأردن، إذا ردت إسرائيل بالإيجاب على صفقة القرن".

وشدد كسبيت على أن مشكلة "كاحول لافان" هي أنها لا يمكنها أن تسمح لنفسها بالدخول إلى مواجهة مع الإدارة الأميركية، لأن من شأن ذلك أن يجعل التركيز على تفوق نتنياهو في علاقاته مع إدارة ترامب.