قال الكاتب والمحلل السياسي، أنطوان شلحت، إن أفضل توصيف لإعلان "صفقة القرن"، اليوم الثلاثاء، هو ما صدر عن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الرئيس دونالد ترامب هو أول زعيم عالمي يعترف بـ"حقوق اليهود التاريخية في يهودا والسامرة" (الضفة الغربية).

وتابع أن النظر إلى "صفقة القرن" بأنها مجرد أداة لدعم نتنياهو أو ترامب لمواجهة أزماتهما السياسية هو تبسيط ويصرف النظر عن واجب مواجهتها بالحزم المطلوب، سياسيًا ودبلوماسيًا وشعبيًا.

واستطرد شلحت أن "المؤشرات إلى ماهية الصفقة تراكمت قبل إعلانها على الملأ، وشفّت عن أن الإدارة الأميركية الحالية متماهية مع إسرائيل، ومن ضمن هذه المؤشرات الموقف من قضيتي القدس واللاجئين والموقف من المستوطنات في الأراضي المحتلة منذ 1967، وهي مؤشرات كانت كفيلة لأن يعتبر الفلسطينيون أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطًا للتسوية، بل تتحول شيئًا فشيئًا إلى طرف يقف بجانب إسرائيل من الناحية الجوهرية. وفي هذه القضايا لا بد من إعادة التذكير بأن الخطة الأميركية لا تدعم مواقف الليكود فقط، بل معظم الأحزاب الإسرائيلية التي لا توجد فوارق جوهرية بينها وبين الليكود في الموقف من القضية الفلسطينية".

وشدد شلحت على أن الفلسطينيين يمتلكون أوراق قوة ولا يجوز الاستهانة بها، وفي نهاية المطاف هذه صفقة إسرائيلية - أميركية غير ملزمة لأحد، إلا إذا ما اتضح عكس ذلك لاحقا. ولكن تفعيل أوراق القوة هذه مرهون بترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الفلسطينية وتفعيل العمق الشعبي.

وختم شلحت أن "في واقع الأمر موضوع ترتيب البيت الفلسطيني كان ولا يزال له أولوية قصوى فلسطينيًا قبل إعلان صفقة القرن، وما جاهرت به من موقف أميركي منحاز لإسرائيل، وهذه الأخيرة ما عاد السلام مدرجًا في أجندتها منذ سنوات، وأحد أسباب ذلك ليس الموقف الأميركي الداعم فقط ،إنما أيضًا هشاشة الوضع الفلسطيني وعجزه عن استقطاب الدعم والتأييد في العالم".

اقرأ/ي أيضًا | دونالد ترامب يعلن بنود "صفقة القرن"