قررت الشرطة الإسرائيلية تعزيز وحشد قوات كبيرة خلال صلاة الجمعة، غدا، في المسجد الأقصى ومنطقة البلدة القديمة في القدس المحتلة، وذلك على خلفية نشر "صفقة القرن" المنحازة لإسرائيل والتي تلقى معارضة شاملة من جانب الفلسطينيين، وتحسبا من مواجهات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قرار الشرطة جاء في ختام مداولات ترأسها قائد الشرطة في منطقة القدس، دورون يديد.

وحشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات كبيرة في الضفة الغربية في أعقاب الإعلان عن "يوم غضب" ردا على "صفقة القرن"، فيما نقلت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن التنسيق الأمني مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية مستمر "بأعلى مستوى".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، اليوم، إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي "يحاذر جدا" من التعبير عن موقف معلن حيال "صفقة القرن"، وأن الجيش الإسرائيلي يفضل ألا يتم تنفيذ عملية ضم المستوطنات إلى إسرائيل بصورة فورية وإنما بعد إجراءات تمهيدية، وبعد انتخابات الكنيست وتشكيل حكومة.

وأضاف ليف رام أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى إبقاء الأراضي الفلسطينية هادئة، وأنه يدرس "صفقة القرن" بتفاصيلها الدقيقة، من أجل استنباط دلالات منها وتقديمها إلى الحكومة الإسرائيلية، تتعلق بالفترة الحالية والتبعات على الاستقرار الأمني في الأراضي الفلسطينية.

لكن تقديرات الجيش الإسرائيلي تقول إن حدوث مواجهات وتنفيذ عمليات وانهيار التنسيق الأمني ليس حتميا، وأن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، "يدرك جيدا ثمن خسارته في حال انهيار التنسيق الأمني، ويعي احتمال تزايد قوة حماس التي تهدد حكم السلطة".

وأضاف ليف رام أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترجح أنه سيتم الشعور بتوتر أمني كبير في الفترة القريبة، لكن الاحتمال الأكبر هو أن التصعيد في الشارع الفلسطيني سيتطور على مدار فترة طويلة وليس بصورة فورية.

ويعتبر جهاز الأمن الإسرائيلي أن يوم غد، الجمعة، وخاصة في الحرم القدسي، وفي مواقع المواجهات في الضفة أيضا، ستشكل "الامتحان الأول وبالتأكيد ليس الأخير" لتبعات "صفقة القرن".